كشفت مصادر مطلعة أن مقاتلي حزب الله ما زالوا يواصلون الهرب من جبهة الزبداني في سورية، رغم قيام الحزب بمحاكمة 175 فردا هربوا من القتال في وقت سابق. وقالت مصادر مطلعة في تصريحات صحفية إن حزب الله نفَّذ عمليات اعتقال لحوالي 175 من مقاتليه بتهمة "التخلف عن القتال" في سورية. وقال مصدر قريب من الحزب إن حالة من التململ بدأت تظهر في صفوف مقاتلي الحزب، خاصة بعد ازدياد أعداد القتلى خلال المعارك ضد الثوار التي وصلت إلى 180 قتيلا، بينهم قيادات، فيما وصلت أعداد المصابين إلى مئات العناصر، إضافة إلى عدم مشاركة قوات النظام السوري بالقتال إلى جانبهم، واكتفائه بزج ميليشيات استقدمها من بلدة صحنايا. وأضاف المصدر بالقول: إن ما يحدث وسط صفوف مقاتلي الحزب في الوقت الحالي يرقى إلى درجة التمرد الواضح، لا سيما أن كثيرا ممن تم تقديمهم إلى محاكمات أكدوا أنهم سيكررون التصرف ذاته لو عادوا مرة أخرى إلى ميدان المواجهات. وقال إن هناك شعورا متزايدا وسط المسلحين والبيئة الشعبية الحاضنة للحزب بأن قيادتهم زجت بهم وورطتهم في حرب لا علاقة لهم بها، مستشهدين بأنه حتى جنود النظام السوري أنفسهم يرفضون القتال إلى جانبه. وكانت قيادة الحزب واجهت تمردا مماثلا في أوقات سابقة، رفض فيها الأهالي السماح لأبنائهم في الحرب الدائرة بسورية، لا سيما بعد تزايد أعداد القتلى والجرحى، وتكتم الحزب عن مصير أبنائهم. وشهدت الضاحية الجنوبية، معقل الحزب، تجمعات لذوي المسلحين مطالبة بالكشف عن مصائرهم، وذلك عقب انقطاع أخبارهم. كما جاهر كثير من الكوادر البارزة في الحزب نفسه بأن القيادة اتخذت قرار المشاركة في الحرب السورية والقتال إلى جانب نظام الأسد، مجاملة لإيران وتنفيذا لأجندتها، دون تقدير لمصالح الحزب العليا، وأن شعبية الحزب داخل لبنان وخارجه تراجعت بشدة عقب هذا القرار، وبات ينظر إليه على أنه قوات بغي وعدوان، بعد أن كان البعض يظن أنها قوات تابعة للمقاومة الشعبية وتنحاز إلى الشعوب والمظلومين. إلى ذلك، طالبت جبهة النصرة التي تحتجز عددا من عناصر الجيش وقوى الأمن اللبنانيين في جبال القلمون السورية، بالإفراج عن خمس نساء في السجون اللبنانية مقابل إطلاق ثلاثة عسكريين مخطوفين منذ سنة. جاء ذلك في مقابلة أجرتها محطة "إم تي في" التلفزيونية اللبنانية أول من أمس مع ما يسمى أمير جبهة النصرة في منطقة القلمون أبي مالك الشامي (المعروف أيضا بأبي مالك التلي) على هامش زيارة سمحت بها الجبهة لعائلات العسكريين إلى أبنائها لمناسبة عيد الفطر. ورافقت قناة "إم تي في" أفراد العائلات الذين عبروا الحدود من منطقة عرسال في شرق لبنان، عبر طريق غير شرعي وبعد الحصول على تصريح من قيادة الجيش اللبناني، إلى مكان احتجاز العسكريين ال16 الذي قالت المحطة إنه في "مغارة في جبال القلمون". وبثت المحطة صورا مؤثرة عن اللقاء بين الأهالي وأمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأولادهم الذي استمر حوالي ثلاث ساعات، اختلط خلالها العناق بالدموع. وعلى هامش اللقاء، أجرى مراسل التلفزيون مقابلة مع أبي مالك الشامي الذي لم يظهر وجهه، بل كان في الإمكان فقط سماع صوته عبر الشاشة. وقال: إذا خرجت أخواتنا من السجون، إذا سلموني خمس أخوات، أكرمهم وأعطيهم ثلاثة شبان من العسكريين. وسمى السجينات الخمس اللواتي يطالب بهن وبينهن جمانة حميد، وهي لبنانية من عرسال أوقفت في فبراير 2014 بينما كانت تقود سيارة مفخخة، وسجى الدليمي وهي عراقية وزوجة سابقة لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبي بكر البغدادي، وأوقفت في نهاية عام 2014، وعلا العقيلي التي أوقفت في الفترة نفسها وهي زوجة أبي علي الشيشاني أحد قياديي جبهة النصرة. ووقعت في الثاني من أغسطس 2014 معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سورية ومن داخل مخيمات للاجئين في بلدة عرسال استمرت أياما، وانتهت بإخراج المسلحين من البلدة، لكنهم اقتادوا معهم عددا من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي. وقتل الخاطفون أربعة من الرهائن، ولا يزالون يحتفظون ب25 منهم، 16 لدى جبهة النصرة وتسعة لدى داعش.