زادت الأيام الأخيرة من شهر رمضان الضغوط على حافلات النقل الترددي في المدينةالمنورة التي أصبحت تحمل ضعف طاقتها الاستيعابية من المصلين الذين حولوا الحافلات لمنتدى لتبادل الأخبار ومناقشة مستجدات الأحداث العالمية خلال رحلة الحافلة التي لا تتجاوز 15 دقيقة. وفي الوقت الذي تتجه أذهان وأعين مستقلي النقل الترددي في المدينةالمنورة صوب المسجد النبوي أثناء توجههم لأداء صلاة التراويح، لم تخل تلك الأجواء الإيمانية والدينية التي يعيشونها في شهر رمضان المبارك، من فتح نقاش ما تحمله الساحة من الأحداث اليومية لا سيما أخبار رجال الأمن المرابطين لحماية حدود المملكة الجنوبية. و رصدت "الوطن" كفاءة عالية من الموظفين في الشركة الناقلة الذين انصب اهتمامهم بنقل المصلين، وأشغلتهم الكثافة العددية عن جمع التذاكر لتتحول الرحلات مجانية خلال الثلث الأخير من رمضان وإظهارهم مهارة عالية في رسم خارطة لحركة الحافلات بحسب كثافة المصلين لنقلهم من و إلى المسجد النبوي. ويقول عدد منهم خلال حديثهم إلى"الوطن" إنهم يختصرون المسافة التي تقطعها حافلات النقل الترددي للوصول إلى المسجد النبوي بفتح باب التعارف و النقاش في الأحداث التي تشهدها المنطقة. ويواصل النقل الترددي في المدينةالمنورة للعام الثالث على التوالي تقديم خدماته لآلاف الزوار والمصلين القادمين إلى المسجد بواقع حافلة كل خمس دقائق من وإلى المسجد النبوي، وذلك وفق أربعة مسارات انطلاقا من المدينة الرياضية العزيزية ومواقف العالية مول ومواقف الخالدية ومواقف ميدان سيد الشهداء، إضافة إلى المسار الخامس بالدعيثة أمام معارض السيارات. وأكد المدير العام لمرور منطقة المدينةالمنورة اللواء محمد الشنبري أن مشروع خدمة النقل الترددي يهدف إلى التخفيف من الكثافة المرورية التي تشهدها المنطقة المركزية خلال شهر رمضان، خصوصا في ظل وجود عدد من المشاريع الجاري تنفيذها في جهات عدة محيطة في المسجد النبوي لتسهيل حركة المشاة للمواطنين والمقيمين والزوار، وبالتالي تجنب الوقوف الخاطئ بحجة عدم توافر مواقف كافية حول المسجد النبوي، إضافة إلى تقليص زمن الذهاب والعودة منه وإليه وتوفير الراحة لمرتاديه باستخدام وسيلة نقل سريعة تسهم في الحد من الحوادث المرورية والتلوث البيئي لعوادم السيارات خصوصا في المنطقة المركزية، كما يعزز المشروع نشر ثقافة النقل العام لدى المواطنين والمقيمين وتأصيل مفهومه لدى الأجيال الحالية والقادمة، فضلا عن أن وجود مواقف النقل الترددي في مواقع بعيدة عن الزحام يسهل عملية الانتقال والوصول السريع إلى بقية الجهات في المدينةالمنورة. وأشار إلى أن تشغيل مسارات خدمة النقل الترددي خلال رمضان يبدأ من الساعة الخامسة عصرا وتمتد إلى الساعة الرابعة والنصف فجرا، ولفت إلى وجود عدد من الأفراد ودوريات المرور في طرق المدينة لتسهيل حركة سير الحافلات.