ما إن دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- خمسة مشاريع تنموية ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بالعاصمة المقدسة أول من امس، حتى استبشر قطاع المال والأعمال خيراً، وسط ترجيحات بأن هذه الأعمال التوسعية التنموية التي تضع خدمة قاصدي بيت الله الحرام أول أولوياتها، ستؤدي إلى انعكاسات اقتصادية هائلة ودخول اقتصاد مكةالمكرمة مرحلة طفرة اقتصادية، حيث من المتوقع أن تجذب استثمارات بنحو 100 مليار ريال. وأكد رجال أعمال واقتصاديون في مكةالمكرمة أن الإنفاق الحكومي على المشاريع التنموية التي من بينها مشاريع توسعة الحرم المكي والطرق الدائرية وغيرها، ستدفع بسوق العاصمة المقدسة إلى الدخول في مرحلة الطفرة الاقتصادية التنموية، معتبرين أن إنفاق أي ريال من الدولة على المشاريع الحكومية أو نزع الملكيات وتعويض ملاكها مقابل ذلك، سيتضاعف نظراً للإنفاق الذي سيواجهه من قبل القطاع الخاص، والذي بالتالي سيصب في عروق اقتصاد مدينة مكةالمكرمة، وهو ما سيجعل من مكةالمكرمة تشهد نهضة اقتصادية في مختلف القطاعات. وقال ماهر بن صالح جمال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة : "ما نشهده اليوم من ثورة تطويرية ضخمة لمكةالمكرمة، ما هو إلا تنفيذ لمرتكزات أساسية تأخذ في الحسبان أنظمة الدولة وخططها الخمسية والمخططات التنموية المعتمدة، وهي التي تجعل من الكعبة المشرفة الأساس والمنطلق للتنمية، والارتقاء بتنمية إنسان المنطقة ليبلغ وصف القوي الأمين ويتحقق على يديه النهوض بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار". ويرى جمال أن إعلان وزير المالية بخصوص تدشين ما تبقى من مشاريع العام المقبل في نفس هذا التوقيت وهي: مباني توسعة المطاف بكامل تجهيزاتها ومرافقها وكذلك مباني المساطب والمباني الأمنية والمستشفى ليقفز معها استيعاب المسجد الحرام إلى 000 . 850. 1 مصل، من شأنها أن تسهم في توفير مزيد من الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن، وستدفع أيضاً بالقطاع الخاص للدخول إلى سوق مكةالمكرمة للاستثمار فيه. ولفت رئيس غرفة مكة إلى إن المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين أو تلك التي سيتم تدشينها في الفترة المقبلة، ليست مشاريع تبحث عن المردود الاقتصادي المباشر، إنما قدمت من قبل الحكومة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار والمواطنين والمقيمين في مكةالمكرمة، إلا أنه قال إن ضخ السيولة الكبيرة من قبل الحكومة على المشاريع التنموية سينعكس إيجابا على المستثمرين في مكةالمكرمة وعلى السكان، وذلك من حيث زيادة حجم ومتانة الاقتصاديات المختلفة، وجذب الاستثمارات إلى المنطقة بوجه عام. ويتوقع جمال أن مكةالمكرمة ستجذب نحو 100 مليار ريال للاستثمار فيها، مشيرا إلى إن كل مليار تنفقه الدولة سيتم إنفاق نحو 3.3 – 5 مرات مثله من القطاع الخاص، وذلك كدخول في مجالات استثمارية متعددة، خاصة فيما يتعلق بالقطاع العقاري الذي بات يشهد نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. من جهته، قال محمد بن عبدالصمد القرشي نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة إنه على رجال الأعمال أن يشكلوا عاملا ورافدا أساسيا من خلال شراكتهم في منظومة العمل الاقتصادي، وذلك لتكون النتيجة ممثلة في ولادة مشاريع ضخمة من مبان ومرافق حيوية تسهم في تحقيق أفضل الخدمات التي تتواءم مع أرض مكة. وأشار القرشي إلى أن هناك دورا تكامليا حقيقيا بين القطاعين العام والخاص ليعزز منظومة العمل الاستراتيجية الموجهة لخدمة ضيوف الرحمن في المقام الأول دون النظر بوجه خاص للعوائد الاستثمارية. وأضاف القرشي: ''بحكم هذه الاستراتيجيات التي تنتهجها الحكومة السعودية، فإننا جميعا نضطلع بدور حقيقي يحقق هذه المعادلة التي تعد نتيجة المخرجات لها مكسباً للجميع، وذلك بما يحقق نتائجها الاقتصادية على منظومة مكة العمرانية والسكانية وكل القطاعات الأخرى، وينعكس إيجابا على مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، بالإضافة إلى الزوار للعاصمة المقدسة''. وذكر إيهاب بن عبدالله مشاط نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، أن الآثار الإيجابية التي ستنتج جراء الدعم السخي من الحكومة السعودية على المشاريع التنموية ستتمثل في سرعة النمو للمشاريع الاستثمارية في مختلف القطاعات، توفير فرص عمل ملائمة لأبناء المنطقة، زيادة حجم الجذب للرساميل الاستثمارية، الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والمعتمرين لتأدية مناسكهم بيسر وسهولة، وكذلك عديد من الآثار الأخرى المباشرة وغير المباشرة. وأكد مشاط على أن مشاريع مكةالمكرمة تبشر بمستقبل زاهر ودور فاعل في اقتصاد المملكة والمنطقة، مرجعاً السبب إلى ما تتميز به مكةالمكرمة من توافد أعداد كبيرة ومستمرة من الحجاج في موسم الحج، فضلا عن الزوار والمعتمرين في كافة الأوقات. ودعا مشاط شباب الأعمال إلى تنفيذ مشاريع صغيرة ومتوسطة مميزة، وقادرة على تلبية احتياجات القادمين إلى مكةالمكرمة من خدمات وهدايا وغيرها من المتطلبات التي تأتي على مظهر إن وجودها من الكماليات، إلا أنها في حقيقة الأمر لها مكانتها والأثر الطيب في نفوس زوار مكة وخاصة فيما يعنى بالهدايا الحاملة لشعار "صنع في مكة".