توالت ردود الأفعال العالمية المعبرة عن عزائها ومواساتها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في وفاة الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، الذي وافته المنية أول من أمس في أميركا. وتلقى خادم الحرمين اتصالين هاتفيين، أمس، من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، أعربا فيهما عن عزائهما ومواساتهما في وفاة الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز، سائلين الله له المغفرة والرضوان، فيما أعرب الملك سلمان عن شكره على مشاعرهما الطيبة، سائلا الله تعالى ألا يريهما أي مكروه. كما عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، باسمه ونيابة عن الشعب الأميركي، عن عميق تعازيه لخادم الحرمين وإلى الشعب السعودي، وقال "إن الأمير سعود الفيصل كان ديبلوماسيا ملتزما بارعا"، وأضاف "لقد استفادت أجيال من القادة والديبلوماسيين الأميركيين من مهارة واتزان ورؤية وكاريزما الأمير". وقال رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة "إن الفقيد خدم لسنوات طويلة بلاده وأمته الخليجية والعربية بغاية الهمة والتفاني والإخلاص"، معبرا عن عزائه ومواساته لقيادة المملكة. وأكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام أن لبنان خسر صديقا حقيقيا ونصيرا كبيرا برحيل الفيصل، معربا عن تعزيته باسم جميع اللبنانيين لخادم الحرمين الشريفين. وفيما عبر كثير من المسؤولين والسياسيين عن حزنهم العميق، أجمعت الصحف الدولية الصادرة أمس على أن الفقيد كان لاعبا رئيسا على خريطة الديبلوماسية العالمية. استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر الصفا بمكة المكرمة قبل مغرب أمس أعضاء هيئة كبار العلماء، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، ونائب الرئيس لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد الخزيم، وأئمة وخطباء المسجد الحرام، ووزير الحج الدكتور بندر حجار، ومسؤولي الوزارة وأرباب الطوائف. كما استقبل رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد وضيوف لجنة الدعوة في أفريقيا والمشاركين في الملتقى ال24 الذي عقد بعنوان "التواصل بالتقنية وآثارها" وشارك فيه ممثلون من 40 دولة. وخلال الاستقبال ألقى رئيس اتحاد علماء أفريقيا الدكتور سعيد برهان كلمة أبرز خلالها الجهود المبذولة في أفريقيا من برامج ومناشط دعوية كان لها الأثر في خدمة الدعوة والتصدي للأفكار المنحرفة والمذاهب الهدامة، قائلا: "أدركنا وأدرك الدعاة والعلماء في بلداننا المخططات التي تستهدف الأمن والاستقرار في هذه المنطقة التي تمثل قلب العالم الإسلامي وما قامت به هذه الدولة المباركة من جهود عظيمة لإفشال تلك المخططات". وأضاف: وقفنا من خلال اتحاد علماء افريقيا وكذلك بمختلف أطيافنا ومؤسساتنا وجمعياتنا لشرح موقف المملكة لحكوماتنا ومسؤولينا وأصحاب الرأي فينا وشعوبنا، ما جعل الشعوب الأفريقية المسلمة تقف خلفكم مؤيدة لما اتخذتموه من قرار مبارك جريء في عاصفة الحزم، والتي كانت بحق يد حق حازمة عاصفة مددتموها لتكسر شوكة الباطل وتخلط أوراقه وتفشل مخططاته، ولا نكتمكم يا خادم الحرمين الشريفين أنها رفعت معنويات المسلمين في كل العالم وأعادت لهم مكانتهم". عقب ذلك تناول الجميع طعام الإفطار مع خادم الحرمين الشريفين، وتسلم خادم الحرمين الشريفين هدية من الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد. اتصالات تعاز على صعيد آخر، تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالات هاتفية تنقل التعازي والمواساة في وفاة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية الأمير سعود الفيصل – رحمه الله -، حيث تلقى اتصالا من رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، ورئيس جمهورية تركيا رجب طيب إردوغان. وأعرب الملك عن شكره لهما على ما أبدياه من مشاعر أخوية نبيلة، سائلا الله تعالى ألا يريهما أي مكروه. إلى ذلك، رفع أمراء المناطق تعازيهم ومواساتهم لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وولي ولي العهد والأسرة المالكة وأبناء الشعب السعودي النبيل في وفاة الأمير سعود الفيصل – رحمه الله -. إنجازات لا تحصى وقال أمير جازان الأمير محمد بن ناصر: "لقد آلمني وأهالي جازان.. نبأ وفاة أخي الأمير سعود الفيصل.. وإني إذ أرفع للقيادة الرشيدة والأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أهالي منطقة جازان أحر التعازي وصادق المواساة في هذا المصاب الجلل، لأسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. واختتم الأمير محمد بن ناصر تصريحه بقوله: "إن إنجازات الفيصل طيلة العقود الأربعة الماضية في العمل السياسي ليس من اليسير أن تحصى، وأن وفاته خسارة للجميع وطن ومواطن، ولكنه أمر الله وقضاؤه وقدره، وليس لنا إلا أن نسلم بالقضاء والقدر، وأن نرضى بحكم الله، وندعوه سبحانه أن يغفر للفقيد وأن يرحمه ويلهم الجميع الصبر والسلوان." مهندسا سياسيا وقال أمير عسير الأمير فيصل بن خالد: "نشاطركم وأهالي عسير هذا المصاب الجلل، وإن فقدنا لأخينا سعود ليحز في نفوسنا، ولكن عزاؤنا أنه مضى في أفضل أيام من هذا الشهر الكريم، وهذا من بشائر الخير له بالمغفرة والرحمة، فقد كان رحمه الله رائدا لسياسة المملكة الخارجية ووزيرها المخضرم ومهندسا بارعا معاصرا لأزمات المنطقة لأكثر من 40 عاما، كان خلالها لاعبا ماهرا في دهاليز السياسة وبحورها المتلاطمة". عاش ومات نبيلا فيما أعرب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان عن تعازيه ومواساته للقيادة، عادا وفاة الأمير سعود الفيصل خسارة جسيمة، وقال "عاش نبيلا ومات نبيلا مدافعا عن قضايا وطنه وأمته في جميع المحافل الدولية وضرب أروع وأصدق الأمثلة في التفاني في خدمة وطنه بصبر وتحمل وجدارة وشجاعة". وقال: "كان الأمير سعود الفيصل رسولا للسلام وخير ممثل لهذه الدولة الراسخة، وهو امتداد لوالده الملك فيصل رحمه الله في حكمته وبعد نظره وعمق فهمه للأمور السياسية ما جعله يتولى هذا المنصب السياسي بكفاءة واقتدار أذهلت العالم أجمع". خير سفير من جهته، نقل أمير المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان تعازي ومواساة أهالي المنطقة لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وولي ولي العهد، في وفاة فقيد المملكة والأمتين العربية والإسلامية، وقال في برقية رفعها للملك: "في الوقت الذي ننعى فيه الأمير سعود الفيصل لا يمكن إلا أن نتذكر ما وصفتموه به يا خادم الحرمين الشريفين، حين قلتم (لقد عرفناكم كما عرفكم العالم أجمع على مدى أربعين عاما متنقلا بين عواصمه ومدنه شارحا سياسة وطنكم وحاملا لواءها ومنافحا عن مبادئها ومصالحها)، حيث كان يا خادم الحرمين خير سفير لبلاده، مراعيا مصالح أمتيه العربية والإسلامية، وخادما لملوك بلاده إلى أن اختاره الله إلى جواره.