أثارت التطورات العسكرية الأخيرة التي شهدتها صحراء "العبر" اليمنية والممتدة بين محافظاتحضرموت وشبوة ومأرب، والتي قامت بها وحدات عسكرية تابعة للمتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، وما صاحبها من مواجهات دامية، مخاوف لدى كثيرين من أن تكون تلك المواجهات مؤشراً على تمدد الحرب التي تشهدها البلاد صوب المناطق الشرقية منها، وبالذات محافظة حضرموت، التي ظلت طوال الأشهر الثلاثة الماضية بعيدة عن نيرانها. وتحركت منتصف الأسبوع الحالي قوات عسكرية قُدرت بأكثر من 40 طقماً، تُرافقها آليات عسكرية مدرعة تابعة للمتمردين وقوات الحرس الجمهوري الموالي لصالح، قادمة من معسكرات المحور الأوسط بعتق والحامية، في طريقها إلى منطقة "العقلة" الغنية بالنفط، شمال مدينة "عتق" عاصمة محافظة شبوة. حتى ذلك الوقت لم يكن يعرف أحد ما إذا كانت تلك القوات تريد التوجه إلى خط "صافر مأرب" غرباً للالتفاف على المقاومة، أو الانعطاف شرقا نحو حضرموت ومنفذ الوديعة الحدودي أو مثلث العبر الذي يبعد نحو 130 كيلو مترا من منطقة "العقلة". لكن ما إن وصلت تلك القوات والتي عمدت إلى توزيع نفسها إلى مجموعات صغيرة عبر مناطق الرملة وجردان والعقلة، لتفادي تعرضها للضرب من قبل طيران التحالف والقوات الموالية للشرعية، إلى نقطة "الرويك" على خط (صافر- العبر) حتى اتخذت طريقها باتجاه منطقة "العبر" الحضرمية وتحديدا نحو مقر اللواء 23 ميكا التابع للشرعية. ذلك التحرك المريب الذي تزامن مع تعرض معسكر اللواء 23 ميكا، الذي بات مقراً لهيئة الأركان العامة للجيش اليمني الجديد بقيادة اللواء محمد علي المقدشي، ونواة لتدريب وتكوين الجيش الاتحادي الموالي للشرعية، لهجمات صاروخية من قبل الحوثيين أثار كثيرا من التساؤلات عن حقيقة أهداف تحرك تلك القوة المتمردة، وهو ما دفع البعض إلى القول إن هنالك محاولة تمرد تهدف إلى سيطرة الميليشيات الحوثية على منطقة العبر.ويقول عضو في مؤتمر الحوار صلاح باتيس، إن التحركات الحوثية الأخيرة باتجاه حضرموت تأتي ضمن خطة الميليشيات الانقلابية للأرض المحروقة، فهم يرفضون رؤية حضرموت مستقرة نوعا والعائلات من عدن وما جاورها تنزح إليها فيجدوا فيها الأمن والسلام. فجاءت عصابات الموت والتفجير والتدمير الحوثية لتلاحقهم وتكمل مهمتها في قتلهم وقتل من ينصرهم ويغيثهم. وحذر باتيس من أن الأوضاع في حضرموت قد تشهد انزلاقاً مشابها لما حصل في مناطق أخرى من اليمن، إذا لم تتحد المكونات الحضرمية والسلطة المحلية، وتُدعم من قبل التحالف العربي، من أجل حماية هذه المحافظة الاستراتيجية الهامة على الخريطة الجغرافية والسياسية اليمنية. داعياً في ذات الوقت إلى طمأنة المواطن الحضرمي بشكل خاص واليمني بشكل عام بقدرة أبناء المحافظة على حمايتها. إضافة إلى إعطاء توجيهات للجيش بالتصدي لميليشيات الحوثي في شبوة ومأرب والجوف قبل أن تصل حضرموت. وعن دور تنظيم القاعدة الذي يُسيطر على مدينة المكلا، في المشهد القائم، قال باتيس إن المجلس الأهلي الحضرمي بالمكلا قد التزم بإخراج القاعدة من المدينة دون قتال لكي يجنب حضرموت عامة والمكلا خاصة النتائج الكارثية التي يمكن أن تحدث في حال المواجهة وتكرار سيناريو زنجبار بمحافظة أبين.