تخوفا من الانتقادات، اضطرت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة إلى إخفاء وجوه مرضى من صور التقطت لهم خلال زيارة إلى مستشفى التأهيل الطبي، حيث لجأت المديرية إلى إخفاء وجوه المرضى بمساحات سوداء عن طريق برنامج الفوتوشوب قبل إرسالها لوسائل الإعلام مرفقة ببيان الصحفي أصدرته عقب الجولة. وقال مصدر ل"الوطن" إن "قيام صحة المدينة بطمس وجوه المرضى في الصور التي التقطت خلال زيارة توعوية الإثنين الماضي يرجع إلى الانتقادات الحادة التي تعرضت لها العام الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي عندما نشرت عددا من الصور التقطت خلال زيارة لمسؤولين من الشؤون الصحية لعدد من المرضى، رغم تأييد المنتقدين لمبدأ زيارة للمريض في شهر رمضان". وأضاف، إن "الخوف من تكرار الانتقاد، والرغبة في تأكيد أن المبادرة تطوعية، وكذلك حفاظ على حقوق المريض وذويه، دفعت مديرية الشؤون الصحية إلى إخفاء وجوه المرضى من الصور هذه المرة". وكانت مديرية الشؤون الصحية أرسلت إلى وسائل الإعلام أول من أمس بيانا صحفيا حول زيارة مدير إدارة التوعية الدينية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة عبدالله المرواني، ومدير التوعية الدينية بمستشفى التأهيل الطبي علي حافظ للمرضى في مستشفى التأهيل الطبي الشامل بالمدينةالمنورة الإثنين الماضي بمناسبة شهر رمضان. ووفقا للخبر فإن "هدف الزيارة هو الاطمئنان على صحة المرضى، وتقديم هدايا تذكارية لهم، والدعاء لهم بالشفاء العاجل".وألقى مدير التوعية الدينية بمديرية الشؤون الصحية بالمدينةالمنورة كلمة إرشادية بمسجد المستشفى بعد صلاة الظهر، لخص فيها الرسالة المراد توجيهها من خلال هذه الزيارات، وهي تعزيز السنة النبوية المطهرة في زيارة المرضى، وطلب الشفاء من الله -عز وجل- لهم. وأضاف أن "زيارة المريض واجب إسلامي نبيل حثنا عليه ديننا الحنيف، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك لما له من أثر إيجابي في نفوس المنومين، ولأن المريض في أشد الحاجة إلى المواساة، وعيادته واجبه للتخفيف عنه في هذا الشهر الكريم". وكانت مديرية الشؤون الصحية بالمدينةالمنورة أطلقت في شهر رمضان العام الماضي حملة "نبغى نزورك" التي تهدف إلى الحث على زيارة المريض، بعد أن لاحظت قلة عدد الزوار لبعض المرضى في المستشفيات، وبعضهم منومون في المستشفيات منذ فترات طويلة، ولاقت الحملة استحسان عدد كبير من المواطنين بالمدينة، في حين تركز الانتقاد على إظهار المرضى والتصوير معهم. من جهتها، قالت المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمدينةالمنورة شرف القرافي: "إن الأنظمة المحلية والمواثيق الدولية كفلت حقوق المريض، ويجب على مؤدي الخدمة الطبية ومتلقيها أن يكونا على دراية بها. وأوضحت أن "اللائحة التنفيذية لنظام مزاولة المهن الصحية، تحظر تصوير المريض دون موافقته بإقرار خطي من جانبه أو من يمثله، أو ولي أمره إذا لم يعتد بإرادته، وتشدد على ضرورة تعريفه بأهمية التصوير، وأسبابه، والغرض منه كالتوثيق الطبي، والأبحاث العلمية، على أن يتم الحصول على موافقة المريض الخطية أو من يمثله أو ولي أمره قبل التصوير".