تحتفظ ذاكرة الدكتورة سامية العمودي بذكريات رمضانية جميلة، استعادت جزءا منها في هذا الحوار السريع الذي أجرته معها "الوطن" وحاولت الغوص في ذاكرتها لتستعيد شيئا من الذكريات الرمضانية في العصر الجميل: ماذا في ذاكرتك عن رمضان؟ تحتفظ ذاكرتي بكثير من الذكريات المرتبطة برمضان، وأبرز ما تحتفظ به الذاكرة هو ذلك العام الذي تم فيه قضاء شهر رمضان خارج المملكة، عندما كنت في دورة مع ولدي طالب الطب، واضطررنا لقضاء جزء من شهر رمضان في الولاياتالمتحدة الأميركية، وكانت فترة صيام طويلة نظرا لطول النهار، ولم يكن هناك مجال لتحضير الوجبات الرمضانية المعتادة، ولأني سيدة مصابة بالسكر وأحتاج الأنسولين زادت الصعوبة في تنظيم الوجبات، لكن المؤلم حقيقة أننا افتقدنا روحانية الشهر وصوت الأذان والتراويح واجتماعات الأهل والأحبة كانت فترة كئيبة لن ننساها. هل تتذكرين شيئا من تفاصيل قصتك مع صيام اليوم الأول؟ ما زلت أذكر ذلك، فأول يوم صيام لي كان صعبا جدا، لكن كنا كأطفال فرحين بمشاركة الكبار في الصوم وترقب المدفع، وإحساسنا بالفرح كان نابعا من أننا تمكنا من إتمام الصوم ونحن نرى بهجة أبي وأمي، وكان شهر رمضان ذو نكهة خاصة لنا كصغار، فكنا نصوم للظهر ثم نأكل ونصوم بقية اليوم، وأذكر أن والدتي كانت تقول لنا إنه تمت خياطة الفترتين لتشعرنا أننا صمنا اليوم كاملا مثلهم. ما الذي كان يدفعك إلى الصوم وأنت في تلك السن؟ الدافع للصيام في تلك الفترة أن الصوم نابع من النشأة والتربية التي تعزز فينا أننا كبرنا، وإدراكنا رغم صغر سننا أن هذا فرض وتكليف ولا بد من القيام به وطلبا للأجر. ماذا تتذكرين أيضا عن رمضان في مرحلة الصبا والشباب؟ العمل المنزلي في أيام رمضان كان مختلفا، فلم تكن هناك عاملات منزليات بهذا الحجم وقتها، وكنا نشارك في العمل المنزلي، وأذكر أننا كنا نتناوب أنا وأختي على قلي السمبوسك وغسل الأطباق بعد الإفطار، ومن المواقف الطريفة في هذه المرحلة، أنه عندما ننسى ونشرب الماء نضحك، ويقولوا لنا لقد سقاكم الله. ماذا كنتم تعملون في ليالي رمضان؟ لم يكن هناك زخم إعلامي مثل الآن، وكان أجمل ما نعمله متابعة المسلسلات الإذاعية المصرية، أما الاستعدادات في ليالي رمضان فكانت جميلة وبسيطة، وطقوس رمضان لا تتغير، وارتبط رمضان بالشوربة والسمبوسك والتمرة والقهوة. ما الذي يزعجك في رمضان؟ أشعر بالحزن لأن شهر العبادة يتحول إلى مهرجان للمسلسلات التلفزيونية، وللأسف أن التحضيرات لها يكون على مدار العام، ما يفقدنا روحانية الشهر وحلاوة اللمة وجمال اللقاء بالأهل. ما برنامجك كطبيبة ومثقفة في رمضان؟ برنامجي في رمضان ربما تعجبين أنه من أكثر الشهور إنتاجا وغزارة في الكتابة وفي العمل، فساعات الدوام تتقلص، وليس هناك وقت يضيع في الوجبات، ولذلك تزداد الفرصة لدي لمزيد من العبادات والروحانيات، وأيضا مزيد من ساعات العمل وإنهاء كثير من الأعمال المعلقة والمتراكمة، وأشعر بالصفاء الذهني والتفرغ للكتابة العلمية والأدبية في هذا الشهر، وأستمتع بمخرجاته على كل الأصعدة. كلمة أخيرة تقولينها للصائمين؟ أتمنى أن ندرك أنه شهر مزيد من العبادة والروحانيات وهو شهر الصفاء النفسي والروحي لنستغله في العمل ومزيد من الإنتاج وأتمنى أن ندرك كنساء أنه ليس موسما للتنافس في المطبخ وقضاء الوقت والتركيز على الجانب الغذائي بل هو شهر للاستفادة في الارتقاء بالسلوك الإنساني.