كان يخطط للتوجه إلى مسقط رأسه غدا الثلاثاء لقضاء العيد برفقة والده وأشقائه، ولم يكن يعلم أن القدر المحتوم سيحول دون إتمام ذلك.. تفاصيل حزينة سيطرت على مشهد تشييع الرقيب أول عوض المالكي في مكةالمكرمة أمس، الذي استشهد برصاصة غادرة تلقاها من أحد العناصر الهالكة المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي. حالة من الذهول والصدمة والحزن، كانت السمة البارزة في مشاهد تشييع الشهيد المالكي، الذي أديت الصلاة عليه في جامع الراجحي بمكةالمكرمة، قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مقبرة الشرائع بالعاصمة المقدسة، حيث رصدت كاميرا "الوطن" كثيرا من اللقطات لأبناء الفقيد وإخوانه وهم يجهشون بالبكاء حزنا على فراقه. ونقل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، تعازي القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لعائلة الفقيد المالكي، خلال زيارته مجلس العزاء في منزل الأسرة في نعمان. وهنأ الفيصل عائلة المالكي باستشهاده في مثل هذا الوقت المبارك ولأجل غرض سام، وهو ما عده محل فخر، مؤكدا أن الجميع سيعمل لحماية الوطن من الأشرار الذين يحاولون النيل مما بناه الآباء والأجداد. ومن التفاصيل التي أوردها مقربون من العائلة، فإن الشهيد الذي خدم في وزارة الداخلية لمدة تتجاوز العقود الثلاثة، كان في انتظار طفله العاشر بعد قرابة الشهر، مبينين أن زوجة الفقيد منذ علمها بنبأ استشهاده وهي في حالة شبه غيبوبة. نقل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ذوي وأسرة الشهيد عوض سراج المالكي الذي اغتالته يد الإرهاب الجمعة الماضي في الطائف وتم تشييع الجثمان أمس ودفنه في مقابر الشرائع بمكةالمكرمة. وكان في استقبال أمير منطقة مكةالمكرمة أمس في مقر العزاء الواقع في وادي نعمان 24 كيلا شرقي العاصمة المقدسة، محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر وذوو الشهيد. وتحدث الأمير خالد الفيصل إلى والد الفقيد وأبنائه قائلا " أنقل إليكم تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وأقدم لكم التعازي الشخصية في الفقيد البطل الذي ضحى بحياته في ساحة الشرف وفي ميدان المجد ذودا عن دينه ووطنه ومواطنيه، وبذل حياته في موقع العز والكرامة وهذا ما يتمناه كل مسلم ". وأضاف أمير منطقة مكةالمكرمة "ابنكم نحن جميعا آباؤه، وأبناؤه أبناؤنا، وفقدناه كما فقدتموه، وسنعمل جميعنا لحماية هذا الوطن من الأشرار الذين يحاولون النيل مما بناه الآباء والأجداد". وختم الأمير خالد الفيصل حديثه لذوي الفقيد بالقول "أهنئكم جميعا فالشهادة في مثل هذه الظروف والمكان ولأجل هذا الغرض السامي محل فخر لنا ويجب علينا أن نعتز بهذا الشهيد يرحمه الله وأسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة". ومن جانبه، نوه محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر في تصريح إلى "الوطن" بالاهتمام الكبير الذي يوليه ولاة أمر هذه البلاد الطاهرة بأبناء هذا الوطن المعطاء، مشير إلى أن وقفة وزيارة أمير منطقة مكةالمكرمة لذوي الفقيد تجسد مدى قوة التلاحم بين القيادة الرشيدة وأبناء الوطن الغالي، وقال "لا شك بأن هذه الوقفة من أمير المنطقة غير مستغربة فقد تعودنا من هذه القيادة الكريمة الأعمال الفاضلة". وتطرق إلى ما تميز به الفقيد عوض المالكي من وقفات نبيلة، وقال "تعاملنا مع الشهيد المالكي وكانت له مواقف مشرفة في المحافظة ببعض الأعمال التي أظهرت لنا معدنه الأصيل والنبيل لخدمة وطنه والذود عن حماه من كيد الكائدين"، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.