شهدت مساجد المنطقة الشرقية أمس أثناء أداء صلاة الجمعة أجواء اعتيادية مع انتشار أمني تمثل في انتشار الدوريات الأمنية حول المساجد ووقوف رجال الأمن أمام الأبواب. وحظي مسجد الإمام الحسين بحي العنود في الدمام بحراسات أمنية وتفتيش من رجال الأمن والمتطوعين بعد أسبوع من حادث التفجير الإرهابي الذي تعرض له المسجد في الأسبوع الماضي، وراح ضحيته أربعة شهداء، وشهد المسجد حضورا كثيفا من المصلين، ولم يثنهم ما حصل في الأسبوع الماضي عن أداء فريضة الجمعة. كما سجلت بقية المساجد في المنطقة تواجدا للدوريات الأمنية منذ ساعات الجمعة الأولى، وكذلك حضورا مكثفا لرجال الأمن أمام أبواب المساجد. وقال عدد من المصلين إنهم يقدرون الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الأمن في حفظ أمن بيوت الله. كما طالب عدد منهم بالتخفيف والاختصار في وقت صلاة الجمعة في ظل حرارة الأجواء الحارقة وتواجد رجال الأمن تحت أشعة الشمس. من جانبهم، أشاد أئمة المساجد بالدور الكبير الذي يقوم به رجال الأمن لتأمين وحماية بيوت الله من عبث العابثين ومكر الخائنين، وتحملهم أشعة الشمس الحارقة وحرارة الأجواء التي سجلت درجة حرارة وصلت إلى 41 درجة مئوية وقت صلاة الجمعة. وتناول خطباء الجوامع الأعمال الإجرامية والإرهابية؛ حيثُ أكدوا خلال خطبهم على حرمة الدم وضرورة وحدة الصف ونبذ العنف والعمل لما فيه استقرار أمن ورخاء هذه البلاد والحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، مؤكدين حرمة المساجد والنفس البشرية وتحريم الاعتداء عليها. وطالبوا في خطبهم بالعمل بالبر والتقوى وأسس الإيمان ودرء الفتن وتجنب الإشاعات والتمسك بحماية النفس البشرية التي حرم الله الاعتداء عليها والتمسك بالإيمان الصحيح والعمل الصالح وجهاد النفس ضد كل ما هو مخالف حتى ينعم الله على العباد والبلاد بالرزق ويهتم المواطن بما يعمر الوطن ولا يضر به. وأشادوا بالأعمال الاستباقية التي قامت بها وزارة الداخلية في إعلان أسماء من غُرر بهم، وضرورة التعاون مع الجهات الأمنية في الإبلاغ عما يشتبه به من هؤلاء المجرمين. إلى ذلك أدى جموع من المصلين صلاة الجمعة الأولى بعد التفجير الإرهابي الأخير في مسجد الإمام الحسين بحي العنود بالدمام وسط أجواء يسودها الاطمئنان، حيثُ امتلأت أرجاء المسجد بالمصلين. إلى ذلك، قال إمام وخطيب مسجد عبدالهادي القحطاني بحي الخزامى إن المجتمع يمر بتحد وابتلاء كبير في مواجهة آفة الإرهاب والصراعات الإقليمية والإرادات الدولية التي تريد الهيمنة على الشعوب. وأضاف "لقد عشنا جميعا الآلام لما حصل في القديح والعنود، فهو امتحان وابتلاء لمجتمعنا المسلم المسالم".