تجددت مخاوف الزبائن المستهلكين من عودة التخفيضات الوهمية تزامنا مع اقتراب شهر رمضان، وتوجه المراكز التجارية إلى تقديم عروض وتخفيضات في بيع مستلزمات الشهر، وتكررت المخاوف نتيجة لسلسلة الإغلاقات التي قامت بها وزارة التجارة والصناعة لمراكز ومحال تجارية شرعت في عمل تخفيضات وهمية واصفة إياها بالتلاعب والإيهام في التخفيضات، ما أصاب المستهلكين بصدمة ومخاوف من عمليات غش تجاري قادمة بالتزامن مع رمضان. "الوطن" رصدت خلال جولتها على عدد من المحال التجارية توجه كثير من المحال إلى تقديم عروض وتخفيضات بمناسبة شهر رمضان المبارك، على مختلف البضائع والأصناف، في حين شرعت مراكز بيع التموينات الغذائية إلى تقديم تخفيضات وعروض شرائية للمستهلكين هذه الأيام، تمثلت التخفيضات في المواد الغذائية الأساسية، وعدّ عدد من المستهلكين التلاعب بالأسعار خلال هذه الفترة أمرا غير مقبول على الإطلاق، كون موسم رمضان هو الأكثر ربحا لدى التجار حيث يزيد الإقبال على شرائها خلال هذه الفترة، مطالبين بضرورة التدخل الرسمي من الجهات الرسمية في رصد ومتابعة تلك التخفيضات للحد من التلاعب بالأسعار. في حين حذر عدد من المختصين من استغلال التجار لموسم رمضان في إطلاق عدد من التخفيضات الوهمية، مشددين في حديثهم إلى "الوطن" على أهمية دور المستهلك في الحد من تلك الظاهرة عن طريق إبلاغ وزارة التجارية في حال وجود أي نوع من التلاعب والتخفيضات الوهمية. من جانبه أكد رئيس الغرفة الصناعية التجارية في المدينةالمنورة محمود رشوان ل"الوطن" أن وزارة الصناعة والتجارة والجهات المعنية غير قادرة على وضع حد معين لتسعير تلك البضائع كون سوقها حرة ومفتوحة أمام الآخرين، وغير مقيدة، مشيرا إلى أن ما هو معمول به مع المراكز التجارية هو أن تتقدم تلك بقائمة البضائع المخفضة للغرفة والحصول على الموافقة بتلك التخفيضات، وفي حال مخالفتها للتخفيضات يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، فيصبح العميل مخيرا تماما أمام عدد من البدائل المتوافرة من دون احتكار، ويصبح التاجر حريصا جدا على عدم استغفال المستهلكين. من جهة ثانية، ألقى عضو الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة المدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري اللوم على المستهلك كونه أحد عوامل تنامي هذه الظاهرة من دون الوقوف ضدها بشكل جدي، حيث وصف الأنصاري المجتمع السعودي بالخجول في طلب حقوقه ورفع الشكاوى، ويجب على المستهلك المطالبة بالمصداقية في عمليات البيع والشراء، وعلى المستهلك أن يتثقف في حقوقه الشرائية والتوعية هي الأساس للمستهلك. وأكد الأنصاري ل"الوطن" أن للمستهلك دورا كبيرا في الحد من أي ظاهرة تلاعب، عبر تفاعله مع أدوات وزارة التجارة والصناعة، مبينا أن صمته عن أي تلاعب يكشفه يزيد من هذه الظاهرة، مؤكدا أنه يجب على المستهلك التأكد من حقيقة التخفيضات الموجودة لدى المركز التجاري من خلال شهادة مصدقة من الغرفة التجارية تثبت وجود تخفيضات، ومن حق المستهلك أن يسأل عنها حتى يتثبت.