قال مدير إدارة الإنتاج والدراما في القناة الأولى في وزارة الإعلام الكويتية بندر متعب المطيري، في تصريحات خاصة إلى "الوطن" إن الدراما السعودية شهدت تطوراً ملموساً، وتقدمت بخطوات كثيرة عما كانت عليه في السابق، واستطاعت الظهور بأعمال جيدة ذات مضمون وفكر متقدم، كمسلسل "طاش ما طاش" الذي يعتبر "بصمة فارقة في الدراما السعودية"، بالإضافة إلى مسلسل "بيني وبينك". ورأى المطيري أن الأعمال الفنية الخليجية عموماً شهدت تذبذباً في السنوات الأخيرة، فتفوق فيها الكم على حساب الكيف، كما أنها تأثرت بالدخلاء من غير أهلها، الأمر الذي أساء لها وأظهرها بحلة غير حلتها الأصلية. مشيراً إلى أن الدخلاء على أي مجال لا يمكنهم فرض أنفسهم بالقوة، وأن الدراما سترفضهم، كما سيرفضهم المشاهد. واعتبر المسؤول الكويتي أن بعض المسلسلات والأعمال الفنية أساءت للمجتمعات الخليجية عامة، والمجتمع الكويتي خاصة. مضيفاً أن المصيبة التي تعيشها الدراما الخليجية في الوقت الراهن، تكمن في أن ما يقدم من أعمال بعيد عن الواقع، وأن نوعية الطرح لا تحاكي مجتمعاتنا الخليجية، فالأعمال الحالية مبتعدة عن همومنا ومعاناتنا وحياتنا المليئة بالمشاكل، كالسكن والديون والأقساط والإيجار والكهرباء والوظائف والصحة والتدريس وغيرها الكثير، وإن نوقشت تلك القضايا لا تناقش إلا بطرح سطحي، فغالبية النصوص مكررة ومستوردة من الخارج، لا تحاكي البيئة التي نعيشها ولا تمت للمجتمع المحلي بصلة، وتتم "خلجنتها" بطريقة تشوه الصورة الخليجية، وتظهر مشوهة خالية من المصداقية. كما انتقد المطيري بشدة الأعمال الكوميدية التي تقدم للمشاهد الخليجي. وقال: للأسف أن ما نراه الآن يتم إدراجه تحت مسمى الكوميديا وهو مجرد تهريج واستخفاف بالمشاهد، لدرجة أن المخرج هو الآخر يريد المشاركة في ذلك التهريج بالنكات والضحك، وأنا أتأسف على حال الكوميديا ككل، فلا توجد كوميديا موقف حقيقية إلا نادراً، وغالبية الأعمال ساخرة وتحتوي على مفهوم خاطئ للكوميديا. وأكد المطيري أن الدراما الخليجية وعلى الرغم من كل هذه الخضات والهفوات، فإنها لا تزال قادرة على تقديم أعمال "لا بأس بها من حيث الجودة والقدرة على المنافسة". مضيفاً ونحن "نمتلك الإمكانيات الكبيرة ويتوافر لدينا المفكرون والمبدعون في الكتابة والإخراج، بالإضافة إلى وجود الموارد المالية الكبيرة، مما يشكل العناصر المهمة لبناء دراما قوية تستطيع أن تحضر وتنافس محلياً وخليجياً وعربياً". وشدد المطيري على أهمية التنبه إلى المشكلة الكبرى التي تعاني منها الدراما عموماً، والتي انتقلت عدواها إلى نظيرتها الخليجية، وهي عملية "المد الطويل" للعمل، من خلال مد النص وإطالته لغرض تجاري ربحي الأمر الذي لا يخدم جودة العمل ويضعفه.