فيما تقاطرت وفود من مختلف المناطق إلى القطيف لمواساة الأهالي في استشهاد عدد من المواطنين في الحادث الإرهابي، زار وكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد البتال، أمس، بلدة القديح بمحافظة القطيف لتقديم العزاء لأهالي وذوي الضحايا، يرافقه وفد من إمارة المنطقة الشرقية، ومحافظ القطيف خالد الصفيان. وأعرب البتال عن بالغ الأسى لهذا العمل الإجرامي الإرهابي الذي يهدف إلى النيل من أمن الوطن، مؤكدا أن هذا العمل الآثم لن ينال بإذن الله من وحدة الوطن وتلاحم شعبه. وسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، ويمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ بلادنا الغالية من كل مكروه، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. إلى ذلك، زار وفد من الأحوال المدنية بلدة القديح في محافظة القطيف وقدّموا نيابةً عن منسوبي الأحوال التعازي لأهالي الشهداء في التفجير الإرهابي الذي استهدف يوم الجمعة الماضي مسجدا في القديح. وأبدى الوفد أسفه لهذا العدوان الآثم على الآمنين في مسجد الإمام علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه -، داعيا الله أن يتقبل الشهداء ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ويديم الأمن والاستقرار للوطن والمواطنين. كما قدّم رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن الرقيب وعدد من القضاة في المنطقة الشرقية أمس، عزاءهم ومواساتهم لأسر شهداء الاعتداء الآثم في بلدة القديح الذي استهدف المصلين بمسجد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يوم الجمعة الماضي بمحافظة القطيف. كما قام القضاة بزيارة للمصابين جراء الحادث الإرهابي الآثم في المستشفيات للاطمئنان عليهم، معبرين لذوي المصابين عن شجبهم واستنكارهم لهذا العمل الإجرامي. وأكد الشيخ الرقيب لذوي الشهداء أن القضاء في المملكة الذي شهد له الجميع بالعدل والاستقلالية سيقف بكل حزم وقوة في وجه كل معتدٍ على حرمة النفس والمال، تحقيقا للعدالة وحفظا للنفس المعصومة التي جاءت الشريعة الإسلامية وهي دستور هذه البلاد الطاهرة ومنبع قوتها بحفظها والتشنيع على الاستهانة بها. وقال: "إن هذا العمل الإجرامي الذي لا يمت للإسلام بأي صلة، محاولة لشق صف الوحدة الوطنية في المملكة وإشعال نار الفرقة والخلافات المقيتة والطائفية"، مشيرا إلى أن هناك أيادي خارجية تسعى لزعزعة الأمن وزرع الفرقة بين أبناء الوطن الواحد. وشدد الرقيب على ضرورة جمع الكلمة ووحدة الصف وتفويت الفرصة على من يريد إثارة الفتنة وأن لا يجد أعداء الأمة ما يحقق لهم ما يخططون له من تفريق الأمة وإشعال الفتنة والطائفية، لا حقق الله لهم غاية ورد كيدهم في نحورهم. من جانبه، أوضح نائب رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ يوسف بن عبدالرحمن العفالق أن حادثة مسجد القديح مصاب للوطن الذي تأثر به المواطنون في جميع أنحاء المملكة، لما نعيشه في هذه البلاد من وحدة وطنية. وقال العفالق "إن هذه العملية الإرهابية التي تدار من خارج المملكة بأيدي شرذمة من أبنائه الذين ضلوا الطريق فأصبحوا يقتلون إخوانهم من رجال الأمن ومن المواطنين المصلين في مساجدهم تهدف لضرب اللحمة الوطنية وزرع بذور الطائفية والنزاعات بين أبناء هذا البلد"، مشيرا إلى أن المتتبع لأنشطة هذه الجماعات الإرهابية ليرى استهدافهم للوطن بأكمله ولا يستثنون أحدا، وما حصل منهم في جميع الاعتداءات الماضية دليل واضح على ذلك خدمة لأعداء الأمة وسعيا لإضعاف بلاد الحرمين وقبلة المسلمين وقلعة الإسلام المنيعة". كما أكد مدير فرع وزارة العدل بالمنطقة الشرقية سالم خلفان الشامسي من جهته أن تقديم العزاء لأسر شهداء جريمة القديح الإرهابية يجسد الموقف الوطني والمتضامن مع أبناء القطيف، بعيدا عن الأصوات الطائفية البغيضة وتوحيد صف أبناء المملكة في وجه الإرهاب الذي لا دين له ولا عرق، والذي يسعى إلى ضرب وحدة أبناء الوطن الواحد وتفريق لحمتهم مع قيادتهم الرشيدة.