تسببت حادثة التفجير بمسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح بمحافظة القطيف، في طرح تساؤلات بين المجتمع عن مادة RDX المتفجرة التي استخدمها الانتحاري في العملية الإرهابية، وأودت بحياة 21 شخصا وعشرات المصابين الجمعة الماضي، وذلك على خلفية القوة التفجيرية لها، حيث استخدمت في عدد من الحوادث الشهيرة مثل تفجير موكب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2003، وتفجيرات مترو موسكو 2010، وتفجير موكب رئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي عام 1991، مع ربط ذلك بحادثة القبض على خلية إرهابية حاولت إدخال المادة نفسها عبر جسر الملك فهد من البحرين. وفور إعلان وزارة الداخلية عن المادة المتفجرة التي استخدمها الانتحاري في العملية الإرهابية بالقديح، تبادر إلى الأذهان إحباط الوزارة لعملية تهريب متفجرات من مادة RDX وغيرها عبر جسر الملك فهد، وذلك بتاريخ 8 مايو الجاري، حيث بلغ حجم المادة المضبوطة في تلك العملية نحو 30 كيلوجراما، وهو ما عززه تصريح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في المؤتمر الصحفي الذي عقده أول من أمس، وذكر فيه أن الداخلية لا تتهم أحدا بعينه أو جهة معينة، ولكن العلاقة بين الحادثتين قائمة وقوية بانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات في هذا الإطار. إلا أن ذلك لم يمنع من زيادة الربط بين ما كل ما جرى باعتبار الأطراف المستفيدة من حادثة التفجير، خصوصا في ظل تصدي المملكة وقيادتها لكثير من الملفات في المنطقة، إضافة إلى مواقفها الثابتة في القضايا الرئيسة. وهو الأمر الذي لم يعجب كثيرا من الدول والجماعات ذوات التوجهات المتطرفة على اختلاف مشاربها في المنطقة بشكل عام. ماهي RDX تعرف مادة RDX بأنها مادة صلبة شديدة الانفجار اكتشفت في بدايات القرن الماضي، واستخدمت على نطاق واسع في الحرب العالمية الثانية في ألمانيا، خصوصا بسبب قوتها التدميرية، وإحداث أضرار أكبر من أي مادة أخرى مثل C4 وTNT، ويتم مزجها في حالات مع مواد أخرى لتليينها وجعلها قابلة للتشكل ولزيادة فعاليتها بنسب معينة.