صبية صغار، لا يتجاوز عمر أكبرهم 20 عاما، وعمر أصغرهم 18 عاما، تمكن تنظيم داعش من تجنيدهم لتنفيذ المخطط الإرهابي الذي استهدف دورية لأمن المنشآت كانت تمارس مهماتها الاعتيادية في محيط منشآت الخزن الاستراتيجي جنوبالرياض قبل نحو أسبوعين. لا تقف المفاجأة عند هذا الحد فقط، بل تتجاوزه أمام ما كشف عنه مسؤول ملف التحقيقات بوزارة الداخلية العميد باسم عطية، الذي قال إن اثنين من منفذي العملية توجها لحضور حفلة زفاف بعد تنفيذهم لفعلتهم. عطية كشف أمام حشد من وسائل الإعلام أمس أن جناح التصفيات والاغتيالات في تنظيم داعش هو من يقف خلف العمليتين الإرهابيتين اللتين نفذتا ضد دورية أمن المنشآت في الرياض، وضد المصلين في جامع الإمام علي بن أبي طالب بالقديح. وأشار إلى أن عملية التجنيد التي تمت داخل الخلية الإرهابية التي يتزعمها عبدالملك البعادي "20 عاما"، استطاعت أن تجند 23 شخصا، جميعهم من دائرة الأقارب والأصدقاء، وهو ما يعني أن التجنيد يتم وفق الحلقة الضيقة. وتوزعت أدوار الخلية التي قامت باستهداف دورية أمن المنشآت بين المسح الميداني وإطلاق النار وتصوير العملية وسكب المادة البترولية على جثة الجندي بعد قتله وإضرام النار فيها بعد أن أمطرها القتلة بوابل من الرصاص تصل إلى عشر طلقات. وكشف مسؤول ملف التحقيقات بالداخلية أن الأجهزة الأمنية استطاعت الإيقاع بالمتورطين الخمسة في قضية استهداف دورية أمن المنشآت بعد 48 ساعة فقط من تنفيذهم لعمليتهم؛ وهم: عبدالملك البعادي "زعيم الخلية" ولم يسبق له أن توجه إلى أي من مناطق الصراع، عبدالرحمن الطويرش 19 عاما "قائد المركبة"، محمد الخميس "18 عاما" تولى مسألة المسح الميداني، محمد العصيمي "19 عاما" لم يسبق له المشاركة في أي من مناطق الصراع وتولى عملية إطلاق النار برفقة زعيم الخلية، إضافة إلى عبدالله الشنيبر "19 عاما" وثق العملية بتصوير فيديو. وبحسب عطية، فإن خلافا نشب بين هؤلاء الخمسة كاد يفشل تنظيم العملية، وهو اختلافهم على من يقوم بتصوير العملية، لاعتبارهم بأن التصوير وزر وإثم، ولا يرون بالقتل وجز الرؤوس أية غضاضة في أبجدياتهم السطحية وتفكيرهم الأسود. ومن الواضح أن غالبية صغار السن المشاركين في إطار ما كشفته وزارة الداخلية، نشأوا بالأساس في أجواء عائلية محفزة على النهج التكفيري، بحسبما كشف عنه مسؤول ملف التحقيقات العميد عطية. وكانت الداخلية كشفت عن قائمة تضم 21 اسما لخلية إرهابية تم تفكيكها في أواخر رجب الماضي، ثلاثة منهم لا يتجاوز عمر أكبرهم 16 عاما. وهنا أوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن أحد الأشخاص المتورطين في الخلية المفككة ويبلغ من العمر 15 عاما، كان متورطا مع امرأتين حاولتا الخروج من المملكة إلى اليمن بطريقة غير مشروعة وتم إلقاء القبض عليهما وإعادتهما، مشيرا إلى أن ذلك دلالة على نشوئه في سياق أسرة لا تهتم لملاحظة تأثره بالفكر أو استغلاله من قبل الغير. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المتحدث الأمني أشار إلى أن تلك الحالات تعتبر شاذة، ولا تعكس طبيعة المجتمع السعودي بكل طوائفه، مؤكدا أن هذه الخلية تحديدا قام والد أحدهم بتقديم بلاغ عن تغييب ابنه. وأفاد بأن هناك الكثير من الأسر تبادر بالإبلاغ عن عدم ارتياحها من أحد أبنائها وخشيتها من نواياه أو محاولته الخروج إلى إحدى مناطق الصراع، مفيدا بأن بعض البلاغات تكون متأخرة وبعضها الآخر توفق الأجهزة الأمنية في القبض عليهم. وطبقا للمعلومات التي كشف عنها مسؤولو وزارة الداخلية، فإن الخلية التي استهدفت دورية أمن المنشآت كانت تخطط لاستهداف عدد من رجال الأمن الداخلي، حيث قاموا فعليا برصد منازل خمسة ضباط إضافة إلى عدد من رجالات الأمن المتحركين على الطرقات، غير أن ذلك المخطط باء بالفشل. وأوضح العميد بسام عطية أن تغلغل الفكر المتطرف في عقول المنفذين الخمسة جعلهم يحددون مجموعة أهداف تتمثل بعدد من الضباط من ذويهم لاستهدافهم، منهم عم أحدهم وابن عم لآخر، بل حتى خططوا لاستهداف آباء وإخوة.