أعاد توقيع وزير الزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي للمرحلة الأولى من تنفيذ مشروع زراعة 200 ألف شجرة بجبال فيفاء وبلغازي شرق منطقة جازان بقيمة إجمالية بلغت 20 مليون ريال ومدة تنفيذه 30 شهرا، آمال المزارعين لعودة توطين مهنة الزراعة بالقطاع الجبلي من منطقة جازان. وذلك وسط المخاوف من التحديات والصعوبات التي قد تقف عثرة في تنفيذ المشروع، حيث سيتضمن المشروع الزراعي التنموي الاقتصادي الأول من نوعه إلى تسوية وتهيئة الأراضي الزراعية في جبال فيفاء وبلغازي بمنطقة جازان، وكذلك إنشاء وتمديد شبكات ري داخل المزارع بهدف زراعة 200 ألف شجرة من محاصيل البن والمانجو والباباي والسفرجل كمرحلة أولى بهدف تحسين ظروف صغار المزارعين الاقتصادية والاجتماعية وفق أهداف وزارة الزراعة للتنمية الريفية. وتعد حرفة ومهنة الزراعة مهنة قديمة لسكان الجبال من منطقة جازان كجبال فيفاء والداير والريث وهروب وبلغازي والعارضة وتميزها بخصبة التربة والأجواء المناسبة للزراعة إلا أن الكثير منهم عزف عنها سميا زراعة محاصيل الفواكه بأنواعها كفاكهة المانجو والبرتقال والسفرجل والليمون والجوافة والموز والرمان وغيرها وكذلك زراعة البن من محاصيل الحبوب، وذلك نظرا لوجود العديد من العوامل والمعوقات التي لم تتوفر لمساعدة المزارع كقلة مصادر المياه وقلة اليد العامة وارتفاع أجرتها، إضافة إلى ظهور أشجار دخيلة ضارة اكتسحت تلك المدرجات وانتشرت بشكل واسع كشجرة "البلس الصبار الضار" وظهور عدد من الآفات والحشرات التي قضت على المحصول الزراعي، إضافة إلى قلة الوعي بأهمية الزراعة والمردود الاقتصادي. وقال المزارع علي العبدلي إن نسبة نجاح زراعة البن في فيفاء والمناطق الجبلية عالية جدا وذات مردود اقتصادي جيد ولكن بشرط وجود التسويق المناسب وتوفر مياه الري الكافية، فقد كان قديما ومع ما كانت تنعم به المنطقة من وفرة في كمية هطول الأمطار تنتج كميات كبيرة وذات جودة عالية ومشهورة، أما بالنسبة للزراعات التقليدية الأخرى كالسفرجل والباباي فهي ملائمة جدا ونجاح زراعتها مع توافر المياه، أما الزراعات البديلة التي أجريت عليها عدد من التجارب حول نجاح زراعتها فقد نجحت أيضا زراعتها بشكل كبير كالمانجو والجوافة والرمان غيرها، وأخيرا أثبتت التجارب نجاح زراعة شجرة الكاكاو في جبال جازان على مستوى الشرق الأوسط. وأضاف المزارع محمد الغزواني أن وجود التسويق المناسب ورفع التوعية الاقتصادية عوامل مهمة للإقبال على الزراعة وما حدث في مهرجان البن خلال الموسمين الماضيين كان دافعا قويا لزيادة معدل الإقبال على زراعة شجرة البن في القطاع الجبلي إلا أن توافر المياه والري عامل مهم وأساسي لعودة الإقبال على الزراعة.