بينما تعد المملكة من أهم دول العالم في إنتاج وزراعة النخيل، واصل مهتمون ومسؤولون في الشأن الزراعي تكثيف الجهود الرامية لمكافحة أبرز الآفات التي تهدد قطاع زراعة النخيل المنتشرة على أراض واسعة في المناطق الزراعية بالمملكة، التي تتقدمها سوسة النخيل الحمراء، وفي إطار ذلك تعمل وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" على بذل المساعي الرامية لمكافحة سوسة النخيل، حيث تعكف حاليا على تحديث استراتيجيتها الخاصة بالمكافحة، وذلك بالتشارك مع 14 دولة مهتمة هي الإمارات وسلطنة عمان، والمغرب، وتونس، البحرين، وقطر، والهند وماليزيا وإسبانيا، وتركيا والولايات المتحدة الأميركية، وكوستاريكا، وإيطاليا، في مكافحة سوسة النخيل. ومن المنتظر أن يفتتح وزير الزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي غدا فعاليات ورشة عمل لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، التي تهدف إلى التعرف على أهم التجارب الدولية في الدول المشاركة في الورشة، وستستعرض أهم التقنيات المرتبطة باكتشاف ومكافحة السوسة، وتستمر الورشة على مدار ثلاثة أيام، في إطار برنامج التعاون الفني بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو". من جانبه، أكد مدير برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لدى المملكة ورئيس البعثة الدكتور أبوبكر عبدالعزيز محمد، أن سوسة النخيل الحمراء تعد من أهم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المملكة، حيث تعمل وزارة الزراعة حاليا بالتنسيق مع المنظمة وأصحاب الشأن لإطلاق خطة متكاملة لمحاربة هذه الآفة. وأضاف أبوبكر أن الورشة ستقوم بزيارة ميدانية علمية لمدينة الأحساء التي تعد من أبرز المناطق الزراعية في العالم وتحتضن مركزا عالميا لتداول التمور وبيعها، مشيرا إلى أن الورشة ستتضمن خمس جلسات تتركز في "ممارسات مكافحة وإدارة سوسة النخيل الحمراء في بعض دول الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب أوروبا، وعرضا لأهم التقنيات الحديثة في الكشف المبكر، والمكافحة، مبينا أن أهمية هذا التجمع العلمي تبرز من خلال مشاركة خبراء من المملكة ودول عربية وأجنبية للعمل على الحد من مهددات زراعة النخيل. من جانبه، أشار المدير العام لمركز النخيل والتمور بالمملكة صالح الحميدي إلى أن هذا اللقاء الموسع عالميا يندرج ضمن الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة للحد من انتشار سوسة النخيل الحمراء في مناطق المملكة، وتبني السياسات اللازمة لتطوير أساليب المكافحة ووضع الخطط المستقبلية، موضحا أن من شأنها أن تسهم في تبادل الخبرات، عبر الاستفادة من التجارب المتنوعة التي سيتم عرضها من قبل الوفود المشاركة من عدد من دول العالم. وكشف أن الورشة تهدف إلى تحديث خطة العمل الحالية للمكافحة والخروج بإستراتيجية وخطة عمل فعالة، مؤكدا أن جهود وزارة الزراعة مستمرة في هذا المجال. وشدد المدير العام لمركز النخيل والتمور على أهمية دور المزارع في الالتزام بتعليمات وزارة الزراعة الخاصة بالتعامل مع نقل النخيل، والإبلاغ الفوري عن الإصابة لمكافحة هذه الآفة.