خلص مثقفون في جلسة ضمن جلسات الصالون الثقافي بجناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 25 أول من أمس إلى أن الإعلام الثقافي خاصة في الصحف، يعيش أزمة لا تعكس حقيقة الإبداع، لافتين إلى ضرورة تبني خامات شابة جديدة وزيادة عدد صفحات الملاحق الثقافية وصولاً إلى "قاعدة ثقافية" تجمع بين البعد الصحفي والهم الثقافي، وتعكس على الأقل جانباً من الحراك الثقافي النشط محليا وعربيا وعالميا، والذي أسهم في ارتقاء عدد من التجارب الإعلامية الكبرى في بداية الثمانينات حتى منتصف التسعينات الميلادية التي شهدت منافسة بين كتاب الكلمة والقلم من أجل الفوز بمكان في الملاحق والمجلات الثقافية التي كانت تصدر حينها، وهي الفترة الذهبية في العمل الثقافي في الصحافة.وتطرقت الأمسية التي حضرها عدد من المثقفين وشارك فيها الشاعر السعودي عبدالله الصيخان الذي خاض تجربة صحفية في تلك الفترة بمجلة اليمامة، والكاتب السوري مازن العليوي من صحيفة الرؤية الإماراتية، والكاتب الأردني يوسف أبولوز من صحيفة الخليج، والكاتب التونسي ساسي جبيل من صحيفة الاتحاد، والسعودي علي القحيص مراسل صحيفة الرياض في الإمارات، لجوانب الثقافة العربية ودورها في إحداث نقلة نوعية في فكر المتلقي العربي، مستعرضين عددا من التجارب الصحفية في فترات مختلفة، على صعيد عدد من الملاحق الثقافية التي كانت تلعب دوراً في تشكيل ذائقة المجتمع الفنية، وأجمع المتحدثون في الأمسية التي أدارها مدير الشؤون الثقافية بالملحقية السعودية في الإمارات الدكتور محمد المسعودي على أن هناك غيابا ملحوظاً للشأن الثقافي في الصحف العربية، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه عمل الصفحات الثقافية من ضغوط وتقليص في الصفحات، إلى جانب دخول "صفحات الثقافة الإلكترونية" حيزاً متقدماً على صعيد الإعلام الإلكتروني. إلى ذلك أكد الحضور أن العمل الثقافي الذي تقدمه وزارة التعليم السعودية ممثلة في ملحقيتها الثقافية في الإمارات أعاد للأذهان القوة الثقافية والرسالة التي تتبناها الدول لنشر ثقافتها وحضارتها ورسالاتها في مثل هذه المحافل، وأجمعوا على أن تعدد فعاليات الجناح السعودي سجل حضورا للمملكة بثقافتها وحضارتها وتراثها، إلى جانب 63 دولة أخرى ممثلة بمشاركة 1181 جهة نشر في معرض أبوظبي للكتاب.