كشف مسؤولون عراقيون مشاركون في الاجتماع الثاني لمكافحة تمويل تنظيم داعش الإرهابي المنعقد حاليا في جدة، أن المجتمع الدولي يبذل جهودا متواصلة من أجل قطع إمداد التمويل عن التنظيم الإرهابي، مشيدين بالدور السعودي في محاربة التنظيمات المتطرفة، ومشيرين إلى أن التمويل الذي يحصل عليه تنظيم داعش في العراق يأتي عن طريق ما استولوا عليه من الداخل العراقي وكذلك عن طريق بعض الجمعيات العابرة للقارات، وأن التمويل أصبح يدخل للعراق عن طريق تهريبه داخل الشاحنات بعد مراقبة الحوالات المالية عن طريق المصارف وشركات تحويل الأموال، وكذلك عن طريق بيع النفط الرخيص لشركات مجهولة. وبين المدير العام لمكتب الإبلاغ عن غسل الأموال في البنك المركزي العراقي نعيم طعمه خضيّر، أن العراق يتفاعل مع الإجراءات التي يتخذها المجتمع في الحرب ضد الإرهاب وتمويله، وأتخذ مجموعة من المعالجات لقطع تمويل داعش، مضيفا أن العراق هو مسرح حاليا للعمليات الإرهابية، وأنه عندما أصبحت المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش استولى على الأموال التي في تلك المناطق، عن طريق المصارف، وسلب أموال الناس، وبالتالي أصبحت هذه الأموال وهذه الموجودات العائدة للدولة أصلاً هي من أهم مصادر تمويله، إضافة إلى المشتقات النفطية التي يحصل عليها من المناطق التي يسيطر عليها. وأضاف أن من أهم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية هي تعطيل كل العمليات المصرفية عن طريق المقاصة التي تحدث مع المصارف الواقعة في المناطق الساخنة الواقعة تحت سيطرة التنظيم، والتفاعل مع الجهود الدولية وما تنتج عنها من قرارات خلال اجتماعات مكافحة تمويل هذا التنظيم. وقال خضير، أنهم يأملون في أن تكون هناك قرارات أكثر في هذا الخصوص، لأن موضوع التحويلات الخارجية هو موضوع يشغلهم حالياً، وخاصة فيما يتعلق بموضوع الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الهادفة للربح، وهي تحول الكثير من الأموال وخاصة في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن داعش يهرب النقد بكميات كبيرة في شاحنات إلى العراق، وأنه لو تضافرت جهود العالم بفعل حقيقي سيتم التمكن من قطع تمويل داعش في فترة قصيرة. أما القنصل العراقي في جدة خالد صبحي الخيرو فأكد أن هذا الاجتماع يأتي في فترة حرجة وحساسة وخاصة للعراق الذي يخوض حربا ضد داعش، التنظيم الإرهابي العابر للحدود والعابر للهويات، وأضاف الخيرو أنه يجب أن نؤكد أن داعش ليس له علاقة بالإسلام، وأنه تنظيم إرهابي متطرف، وليس له منطقة جغرافية معينة، فهو يستهدف كل الدول، وأضاف أنه من مصلحة جميع الدول التصدي لهذا التنظيم، ويجب أن يتم التعاون للقضاء على تمويله من أجل الصالح العام للمجتمع الدولي والمجتمع الإسلامي. وأكد الخيرو أنهم يثمنون للمملكة تصديها المستمر للإرهاب منذ قيام الحركات المتطرفة، خاصة وأنها هي من اتخذ خطوات متقدمة ومتميزة، واستضافتها لهذا الاجتماع يدل على مدى اهتمامها بمكافحة هذا التنظيم، وللمملكة دور كبير في مكافحة هذا التنظيم. وأشار الخيرو إلى أن هذا الاجتماع خطوة على طريق تحقيق الأهداف ونأمل أن تكون خطوة تتبعها خطوات أخرى للقضاء على خطر هذا التنظيم. وبين أنه بالنسبة لتمويل الجماعة في العراق يأتي بعد دخولهم لمناطق متعددة في العراق وسورية، ويعتقدون أنه من خلال سيطرة التنظيم على بعض المناطق في سورية والعراق تمكنوا من بيع النفط بسعر زهيد، وهناك شركات كثيرة تسعى لجني الأرباح، وهذه الاجتماعات تضع النقاط على الحروف لمثل هذه المسائل وتقطع طرق مهمة لتمويل التنظيم.وأضاف القنصل أن العراق يحرص على تقصي المعلومات التي تخص هذا التنظيم ومصادر تمويله من أجل محاصرة التنظيم ومنع التمويل عنه، وتبادل المعلومات بين الدول المشاركة في هذا الاجتماع يكون هدفا أساسيا من مثل هذه الاجتماعات.