كشف أكاديمي متخصص في إسهامات العلماء المسلمين في العلوم المختلفة عن أن الأكاديميين "الغربيين" يعترفون بإسهامات العلماء المسلمين في مختلف العلوم وبالأخص في علوم الرياضيات والفلك والهندسة، وأنهم أكثر إلماما بتلك العلوم من العرب والمسلمين، مستشهدا بأستاذ جامعي فرنسي لديه إلمام كبير بعلوم العالم العربي المسلم "الخوارزمي". وأشار عضو هيئة التدريس في كلية العلوم بجامعة الملك فيصل بالأحساء، الدكتور الهادي النابلي، خلال محاضرة قدمها تحت عنوان "إسهامات العلماء المسلمين في الرياضيات وعلم الفلك والهندسة"، إلى أن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار ولكنه في باطنه نظر وتحقيق، معربا عن أسفه لوجود عشر نظريات رياضية "شهيرة" لعلماء عرب ومسلمين تدرس في الجامعات العالمية إلا أنها لا تحمل أسماء العلماء المسلمين، وهي لكل من: "أبو الوفاء البوزجاني، الطوسي "الكاشي"، جمشيد الكاشي، محمد البتاني، نصيرالدين الطوسي، نظرية ثابت بن قرة في الأعداد المتحابة، طريقة الكاشي في استخراج الجذر التربيعي، نظرية الكاشي لحساب "باي"، نظرية بني موسى في مساحة المضلع". وهناك ست نظريات رياضية شهيرة لعلماء عرب ومسلمين نسبت لغير أصحابها، وهي للعلماء: "ابن هود، وابن الهيثم، والخجندي، وقانون بن سهل، ومثلث الكرجي، وصيغة ذات الحدين للكرجي". وذكر أن من أحسن التعليم الابتداء ب"الحساب" لأنها معارف متضحة وبراهين منتظمة، فينشأ عنها في الغالب عقل مضيء مدرب على الصواب، ومن أخذ نفسه بتعليم الحساب أول أمره غلب عليه الصدق لما في الحساب من صحة المباني ومناقشة النفس فيصير ذلك خلقا ويتعود الصدق ويلازمه مذهبا، مبينا أن الهندسة تفيد صاحبها وهي إضاءة في عقله واستقامة في فكره لأن براهينها كلها بينة الانتظام جلية الترتيب لا يكاد الغلط يدخل أقيستها لترتيبها وانتظامها فيبعد الفكر بممارستها عن الخطأ وينشأ لصاحبها عقل. وأضاف أن "من عيوب الترقيم باستعمال الحروف قديما أنها غير عملية وتستوجب ما لا نهاية من الرموز، بينما النظام العشري يعتمد على عشر فقط، بجانب غياب قواعد الحساب، لافتا إلى أن سر الرموز في الأرقام العربية أن عدد الزوايا في كل رقم، وأن أصل استعملا الحرف × في الرياضيات، عند الخوارزمي يسمى المجهول، إذ إنه قبل الخوارزمي كان الناس يتعاملون مع أعداد وليس مع أشياء مجردة مثل ×، مؤكدا استخدام كتاب الجبر والمقابلة في توزيع التركة والإرث، وأن هناك مسائل لا يمكن حلها إلا بالجبر فقط". وأشار مداخلون في ختام الأمسية، إلى أن علماء المسلمين البارعين في العلوم التطبيقية المختلفة، كانوا بارعين في الأدب والنقد، وأن هناك علاقة طردية بين براعة هؤلاء العلماء والفلسفة، وأن إبداعاتهم كانت نتيجة انفتاح المسلمين والعرب على ثقافات الشعوب الأخرى في تلك الحقبة الزمنية في العصر العباسي، وبالأخص الثقافة الهندية والفارسية والصينية والحضارة اليونانية وما صاحبها من ترجمة قام بها المسيحيون العرب، مؤكدين أن العلماء المسلمين، استفادوا كثيرا من تراث الثقافات الأخرى، ومن خلالها بنوا عليها نظرياتهم على أسس علمية صحيحة. وشددوا على أن الغربيين اهتموا كثيرا بنظريات ودراسات المسلمين وطوروها بشكل كبير، معربين عن أسفهم لعدم ربط العلوم المختلفة بتراث العلماء المسلمين، خاصة ربط علم الرياضيات بالعلوم الشرعية وتحديد اتجاه القبلة. وبدوره، أشار رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري إلى أن المسمى الجديد ل"نادي الأحساء الأدبي، طبقا لتوجيهات وزارة الثقافة والإعلام هو "النادي الأدبي الثقافي في الأحساء"، ولم يعد النادي أدبيا فقط، بل امتد لمختلف الشؤون الثقافية، ودعا جميع المثقفين إلى مزاحمة الأدباء في منصة ومناشط النادي، مشيدا بجدية الطرح في المحاضرة.