ضمن توجيهات وزير التعليم بتبني مبادرات تطويرية للمناهج تتجاوز النمط التقليدي وتشجع على مزيد من التعلم الذاتي وتفعّل أدوات التعلم الإلكتروني، تقوم الوزارة حاليا بتنفيذ مشروع يهدف إلى توفير 400 كتاب مدرسي إلكترونيا، إضافة إلى مكتبة ثرية من المواد التفاعلية ومقاطع الفيديو التعليمية، تشمل جميع المواد الدراسية، ضمن بوابة إلكترونية موحدة، ما يسهل على المتعلمين الوصول إلى تلك المواد والإفادة منها. وستكون هذه البوابة إحدى ثمار توحيد الجهود التي تقوم بها الوزارة بقطاعيها "التعليم العام والتعليم العالي" من أجل استثمار الخبرات، وذلك بدعم من شركة تطوير للخدمات التعليمية. وأوضح المشرف العام على المناهج والبرامج التربوية، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور محمد الزغيبي، أن هذا المشروع يساعد المتعلمين على متابعة التعلم وفق حاجاتهم وقدراتهم الفردية، حيث ستكون تلك المواد الرقمية متوفرة بشكل اختياري للمتعلم، ومصاحبة لكتبه الدراسية المطبوعة، وفق بيئة تعلم ثرية تفاعلية بين الطلاب والمعلمين، والطلاب فيما بينهم. وتم تشكيل لجنة تنفيذية تضم متخصصين من الوزارة بقطاعاتها المختلفة وشركة تطوير تتولى تهيئة هذا المشروع قبل بدء العام الدراسي المقبل 1436/ 1437. من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لتطوير المحتوى والحلول الإلكترونية في شركة تطوير للخدمات التعليمية، رئيس اللجنة التنفيذية لهذا المشروع الدكتور ناصر العويشق، أن المشروع يأتي استكمالا لجهود سابقة بدأت منذ فترة في وزارة التعليم، بهدف إعداد كتب رقمية تفاعلية، قائلاً "حان الوقت لإطلاقها ضمن بوابة واحدة، بحيث تكون تلك البوابة متاحة لجميع المتعلمين"، متوقعا أن تتضمن تلك البوابة ما يقارب 400 كتاب مدرسي، وما يزيد على عشرة آلاف مادة تعليمية تشمل مقاطع فيديو ومواد تفاعلية. وأشار إلى أنه لتنفيذ ذلك فقد تضافرت جهود وزارة التعليم "التعليم العام" بتوفير تلك الكتب والمواد التعليمية، في حين اضطلع قطاع التعليم العالي في الوزارة بتوفير التجهيزات اللازمة لاستضافة البوابة. وأضاف الدكتور العويشق أن هذه البوابة ستكون اللبنة الأولى من لبنات إعداد منظومة متكاملة من المحتوى الإلكتروني، تخدم المتعلمين والمعلمين وأولياء الأمور على حد سواء، حيث يتم لاحقا تطوير أنظمة أخرى تتضمن أدوات التقويم التكويني والختامي، للوصول إلى منصة تعلم إلكتروني متكاملة.