يجمع كل من يعرف أو يتابع أو يقرأ أو يستمع إلى وزير الخارجية الأسبق الأمير سعود الفيصل، على أنه أمام حالة نادرة لا يمكن أن تتكرر على مستوى الديبلوماسية السعودية، وهو ما جعل منه شخصية ذات اعتبار وتقدير عال بين خصومه وحلفائه على حد سواء. عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل، أشاد بالفترة التي قضاها الأمير سعود الفيصل وزيرا للخارجية، لافتا إلى أنه يستحق كل التقدير والاحترام، فهو محل فخر واعتزاز كل المواطنين السعوديين والعرب، مشيرا إلى أن الفيصل ثروة وطنية، أوقف حياته لخدمة دينه وبلده والأمتين العربية والإسلامية. وذكر صدقة في تصريح إلى "الوطن"، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، يسير وفق خطة حدثية تقوم بتحديث وإعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها، وإضافة دماء جديدة لهذه المؤسسات، لافتا إلى أن هذه التعيينات جزء من هذه الخطة التي تستهدف تجديد دماء المسؤولين. وعن إعفاء الأمير سعود الفيصل من منصبه كوزير للخارجية، ذكر صدقة أن الأمير سعود الفيصل يستحق الثناء والإعجاب والتقدير لما قام به خلال فترة ترؤسه وزارة الخارجية من أعمال تصب في خدمة وطنه وأمتيه العربية والإسلامية، وأضاف: "الفيصل أنفق حياته في سبيل عمله، وابتلي بأمراض كثيرة نتيجة كثرة أسفاره، إضافة إلى الإرهاق الذي يتعرض له بسبب تنقلاته المتعددة بين دول العالم، وهذا الرجل هو أقدم وزير خارجية في العالم، وأكثر وزير خارجية تولى المنصب لنحو 40 عاما، وبالتالي فهو ثروة وطنية كبيرة، ونتمنى أن تستفيد البلاد والأمة من تجربته وخبرته، فقد أوقف حياته لخدمة بلده وأمته، ونتمنى ألا نحرم من هذه الخبرة ومعرفة سموه ببواطن الأمور في العلاقات الدولية". وقال صدقة فاضل إن الفيصل آن له أن يرتاح من العبء الذي تحمله طوال العقود الأربعة الماضية، وتابع بالقول "السياسة الخارجية السعودية فيها ثوابت معروفة ومستمرة ولن تتأثر، ولا شك في أن كل شخص يتولى المنصب سيكون له بصمة شخصية خاصة به"، وعن أبرز ما يميز الأمير سعود الفيصل ذكر صدقة أن الفيصل يتميز بمعرفته التامة بالعلاقات الدولية وأسلوب سيرها ومضمونها، إضافة إلى ذكائه المتقد وسرعة بديهته، مشيرا إلى أن الفيصل مدرك أن كل دول العالم تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من القوة لنفسها وحلفائها.