سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إشادة: قنصل أميركا ل "الوطن": حزم الملك سلمان يعيد أمن اليمن واشنطن دعمت العاصفة لحرصها على أمن الخليج وحلفائها * الابتعاث طور مهارات طلاب المملكة وزودهم بالخبرة العملية
أكد القنصل العام للولايات المتحدة الأميركية في جدة تود هولمستروم أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الحازم في اليمن سيعيد الحوثيين إلى طاولة المفاوضات بطريقة أكثر جدية لإيجاد حل سياسي يعتمد على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني الذي يؤدي إلى توحيد الشعب، معربا عن أمله في سرعة انتهاء الأزمة والتوصل إلى حل عاجل. وأرجع القنصل الأميركي دعم بلاده لعاصفة الحزم إلى الحرص على أمن الخليج وحلفائها في المنطقة، واصفا علاقة واشنطن الأمنية في المملكة بالمهمة جدا. وحول برنامج الابتعاث الذي تنفذه المملكة، أشار هولمستروم في حوار أجرته معه "الوطن" خلال زيارته الأخيرة لجازان، إلى أنه يعمق التفاهم بين الشعبين، معدّه مكسبا كبيرا للمملكة، إذ يعود الطلاب بمهارات وتقنيات ومعرفة جديدة، ويتعرفون ويتواصلون مع مختلف المنظمات والمؤسسات والشركات في أميركا، ما يكسبهم الخبرة التي تمكنهم من تطبيقها في بلادهم.. إلى نص الحوار: حل سياسي هل يتابع المواطن الأميركي التطورات الجارية في اليمن بعد عاصفة الحزم، وكيف تنظر لتحالف إعادة الشرعية لليمن؟ الأميركيون يتابعون أخبار المنطقة بحذر.. ويخشون أن تؤثر تداعيات الأحداث في المنطقة، ونأمل أن تنتهي الأزمة في اليمن بشكل سريع.. فلا أحد يستفيد من صراع مفتوح لا ندري متى ينتهي، ونرى أن قرار خادم الحرمين الشريفين سيعيد الحوثيين إلى طاولة المفاوضات بطريقة أكثر جدية مع إمكان إيجاد حل سياسي يعتمد على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني الذي يصب في النهاية لمصلحة الشعب اليمني.. فأحد الأشياء التي تقلقنا بالقنصلية هي سلامة المواطنين الأميركيين المقيمين في اليمن.. وفي حال استمرار الصراع هناك فإنهم يتطلعون إلى طريقة لمغادرة هذه البلد، ونحن نسعى إلى إيجاد طريقة آمنة لمساعدتهم في العودة إلى أميركا. تفاوض جدي كيف ترى الدعم الأميركي لعاصفة الحزم؟ لدينا علاقة أمنية مهمة جدا مع المملكة، وملتزمون بها الآن أكثر من أي وقت مضى. فأمن الخليج يحتل أهمية كبيرة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، لذلك نعتقد أن الإجراءات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين ستسرع الأطراف في اليمن للعمل معا والتفاوض بجدية وإيجاد وسيلة لإعادة بلادهم إلى طريق التوافق وتوحيد الصفوف لإنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن. بالانتقال إلى زيارتكم لمنطقة جازان.. هل ثمة علاقة بينها وتطورات الأحداث في اليمن؟ نحن في القنصلية نقوم بزيارات لمختلف أنحاء المملكة لأسباب عدة، أهمها فهم أوسع لما يحدث من تطورات، والتعرف على الشعب السعودي بطريقة أكبر، إضافة إلى معرفة الأساليب والطرق التي يمكننا من خلالها التعاون أكثر في المستقبل.. ومنذ وصولي إلى المملكة منذ ثمانية أشهر، زرت سبع مدن ومناطق، وجازان واحدة منها. برأيك هل لقرب جازان من اليمن تأثير في توجه المستثمر الأميركي في المنطقة؟ نحن نتحدث بشكل صريح حول إن كانت هنالك أية معوقات قد يرونها تعيق الاستثمار في المستقبل، ومن ناحية أخرى سوف نتحدث مع الجهات المتخصصة في هذا الخصوص، ومع الجهات الحكومية عن ما يمكننا فعله معا لخلق بيئة مناسبة للعمل والاستثمار بشكل عام والاستثمار من قبل الشركات الأميركية بشكل خاص. مجالات إيجابية كيف تنظر لمستقبل العلاقات بين أميركا والمملكة.. وهل ستشهد تغيرات؟ العلاقات بين واشنطنوالرياض كانت دائما جيدة وقوية، فهي ترتكز على عدد من الدعائم.. فنحن نتحدث عن العلاقات الاقتصادية والأمنية والشعبية، وإذا نظرنا إلى هذه المجالات الثلاثة كمثال، فإنها مجالات إيجابية للغاية، لأن جميعها تزداد عمقا وقوة.. وتقديري فإن العلاقة سوف تنمو بشكل أعمق وأقوى أيضا، وأهم ما يتعلق بالأمر هو العلاقات بين الشعوب والتواصل بينهم. وإذا كان الناس يذهبون إلى أميركا فإنه يتعرفون عليها وعلى شعبها عن قرب، وهذا الفهم يساعدهم في حياتهم خدمة لبلادهم ومصالحهم، والشيء نفسه مع الأميركيين، فكلما زاروا المملكة سيتعرفون عليها ويفهمونها بشكل أكبر. تعاون وثيق وقعت الدول الكبرى اتفاق لوزان مع إيران للحد من برنامجها النووي، ووصف الرئيس الأميركي الاتفاق بأنه فرصة العمر، ولكن كم سيكون عمر هذه الفرصة؟ نائب وزيرة الخارجية وصل الرياض قبل أيام عدة، وهذه الزيارة هي جزء من سلسلة من الارتباطات المنسقة مع المملكة وغيرها، ما يتطلب منا تعاونا وثيقا جدا لإنجاح جهودنا في منع إيران من امتلاك أي مسار نحو السلاح النووي، وكما قال الملك سلمان بن عبدالعزيز، إنه يأمل أن يكون هناك اتفاق ناجح في هذا الصدد.. لقد قام الرئيس الأميركي بعد لقاء لوزان بالاتصال بخادم الحرمين الشريفين وأبلغه بتفاصيل اللقاء، وقبل ذلك قام وزير الخارجية ونائبه بزيارات للمملكة، ما يدل على قوة العلاقة بين البلدين للعمل معا بهدف تحقيق أشياء عظيمة. قيمة عالية يعيش بأميركا نحو 150 ألف مبتعث سعودي.. فما هي رؤيتك لأهمية برنامج الابتعاث الخارجي، ومدى التعاون بين البلدين في هذا المجال؟ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث هو واحد من أهم برامج التعاون بين الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة، إذ أنه يزيد تعميق التفاهم بين الشعبين من أي برنامج آخر، إذ يعود الطلاب بمهارات وتقنيات ومعرفة جديدة لا يمكن تحصيلها بأي طرق أخرى، ويتعرفون ويتواصلون مع مختلف المنظمات والمؤسسات والشركات في أميركا ويكتسبون خبرة كبيرة من خلال دراستهم التي يمكن تطبيقها في المملكة، وفي الوقت نفسه فإن هؤلاء الطلاب في كل الفصول الدراسية في أميركا يسهمون في إثراء المعرفة داخل تلك الفصول، ما يزيدها قيمة تعليمية، فالطالب السعودي يحمل منظورا وثقافة أخرى، يستكشفها زملاؤه الطلاب الآخرون. لذلك هو برنامج مهم وذو قيمة عالية، لذلك فإننا في القنصلية نريد أن نفعل كل ما بوسعنا لتعزيز وتقوية هذا البرنامج.. ونفعل كثيرا من الأشياء لإنجاحه، والمملكة لديها ملحقية ثقافية جيدة جدا ونشطة، بالإضافة إلى جهود سفارتها في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة لدعم هؤلاء الطلاب. سوق العمل قمت بزيارة عدد من المؤسسات والمواقع المهمة كمدينة جازان الاقتصادية.. فهل هناك توجه لدعوة المستثمرين الأميركيين إلى زيارة جازان والاستفادة من الفرص المتوافرة والمتاحة؟ أحد المجالات التي نركز عليها هو قطاع الأعمال.. فهناك كثير من التطور المثير للاهتمام في جازان.. وأعتقد أنها مهمة لقطاع الأعمال الأميركي. وهذا ما نقوم به، نحاول فهم المنطقة جيدا ومعرفة فرص الأعمال المتاحة لرجال الأعمال الأميركيين ونساعدهم على سد الفجوة وفهم البيئة الاستثمارية السعودية، وكذلك مساعدتهم على فهم وكيفية تأدية العمل بطريقة مختلفة قليلا للتناسب مع سوق العمل السعودية، وأعتقد أن هناك تطورات مثيرة للاهتمام في قطاعي السياحة والزراعة بالمنطقة، فالمدينة الاقتصادية تطور جريء وذو رؤية، وكنت في ينبع ورأيت الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ورأيت ما تم إنجازه خلال 40 عاما، لذا أعتقد أن هناك فرصا وإمكانات هائلة هنا تتيح فرصة عمل شيء مماثل. كفاءات وخبرات زرت جامعة جازان والتقيت عددا من المسؤولين بها.. كيف تسهم القنصلية في إيجاد فرص لطلاب الطب للحصول على الزمالة الأميركية؟ نريد أن نرى المزيد من الطلبة السعوديين يدرسون في الولاياتالمتحدة الأميركية وفي مختلف التخصصات، وأعتقد أن تخصص الطب يمثل أولوية لدينا، كما أعتقد أنه يشكل أولوية لدى السعوديين أيضا وأولوية واضحة للمنطقة، ومن أجل ذلك نريد رؤية المزيد من الطلاب السعوديين في أميركا، وأعتقد أنه أمر جيد للسعودية ولأميركا أيضا، وذلك بتوفر فرص أكثر للطلاب السعوديين في أميركا، فضلا عن أن دراسة الطب والحصول على شهادة طبيب أو رعاية صحية هو مجال شديد التنافس في أميركا، إذ يتنافس على هذا المجال أفضل طلابنا منافسة عالية جدا، وهذه المنافسة مفتوحة أمام الناس لأفضل الطلاب ذوي الكفاءات العالية من مختلف أنحاء العالم، ومن أجل ذلك يجب على الطالب أن يكون مستعدا للمنافسة في حال رغبته في دراسة الطب في أميركا، ونحن نقدم خدمات في القنصلية لمساعدة الطلاب الذين يرغبون في دراسة الطب الذين لديهم الاستعداد لتقديم أنفسهم والمنافسة بأعلى الكفاءات المطلوبة، كما لدينا الموارد التي من شأنها مساعدتهم على النجاح وكسب نقاط القبول في الجامعات المرموقة في أميركا لأجل استكمال دراستهم، وتحدثنا عن هذه البرامج في الجامعة. تقدم كبير ما الذي خرجت به من خلال زيارتك لجازان ومشاهدتك طبيعة الحياة؟ سمعت كيف أخرجت جازان عددا من الفنانين العظماء والمفكرين الذين أسهموا بشكل كبير في إثراء الثقافة في المملكة، وهو ما يجعلني حريصا أكثر على زيارة جازان وفهم أفضل لما يجعل تلك المنطقة بهذا التميز الخاص، إنه شيء لا يزال يحتاج إلى الاستكشاف أكثر لفهمه، لذلك أعتقد أن هذا الجزء من عملنا يتطلب المزيد من الاهتمام والوقت، وسنقوم ببذل المزيد من الجهد، ولكن أعتقد أننا لا بد أن نعود لاستكشاف ما هو أبعد من ذلك. ولكن من دون شك جازان لديها سمعة تستحقها عن جدارة، وتحظى باحترام من قبلي ومن قبل غيري في أميركا. ما أكثر الأشياء التي لفتت انتباهك أثناء وجودك في المنطقة؟ أعتقد أن الجامعة هي مثال جيد على التطور في جازان، وكما قلت، فهي تنمو بسرعة جدا، والجامعة جديدة وشابة ولديها عدد كبير من الموارد البشرية التي نمت بسرعة خلال وقت قصير، وأعتقد أن التعليم العالي من أكثر المجالات التي شهدت تطورا ملحوظا في المملكة خلال السنوات العشر الماضية، فنوعية التعليم تطورت بشكل مستمر، وأعتقد، كأميركي وأجنبي، أن هذا هو واحد من أهم مفاتيح مواكبة المملكة للقرن ال21 لتحقيق نجاح وتطور أكبر بوتيرة أسرع بكثير مما فعل عدد من البلدان الأخرى على مر التاريخ، لذلك نعتقد أننا يمكن أن نسهم أكثر في ما يجري من تغيير هنا، حيث هناك عدد من العلاقات بين هذه الجامعة والجامعات الأميركية، ولكن نعتقد أنه ينبغي أن تكون هناك علاقات أكثر وأعمق. بالتالي فإن هناك كثيرا من الفرص الكبيرة للولايات المتحدة والمملكة للعمل معا على مستوى الجامعة وعلى نطاق أوسع في التعليم. إنها واحدة من المجالات الأساسية لعملنا في القنصلية وأولوية من أولويات سفيرنا الذي كان يعمل رئيسا لجامعة أميركية قبل عودته إلى العمل بالحكومة. اهتمامات مشتركة بعيدا عن الأعمال اليومية الروتينية.. ما هي طبيعة عمل القنصل؟ القنصل العام من أعلى الرتب التي تمثل الحكومة الأميركية في هذه المنطقة فعلى سبيل المثال، أنا مسؤول عن تعزيز مصالح بلدي في المنطقة، والطريقة في تحقيق ذلك على أرض الواقع هي قيام القنصلية بالتركيز على عدد من الاهتمامات المشتركة بين البلدين. وعلى الصعيد السياسي فإن خادم الحرمين الشريفين يقيم لفترة طويلة من السنة في جدة، ما يعطينا فرصة للعمل على أعلى مستوى من المشاركة السياسية بين البلدين، وبالنسبة للجزء الآخر من السنة، فإننا نركز على المدى الطويل في تطوير العلاقة بين البلدين وتعزيزها.. لأنها علاقة شعب بشعب آخر، إذ يتواصل الشعب السعودي مع الأميركي، وبالتالي يتقدم كل من مصالحنا أكثر بكثير مما يمكن أن تتقدم بشكل منفصل، لذا فإن هذا الجزء من عملي يشعرني بالحماسة أكثر، وذلك يتطلب مني السفر لتحقيق هذا الجزء.