أكد أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أهمية "ملتقى الهوية والأدب"، مشيرا إلى أنه عنوان الملتقى يحتاج إلى بحث وتدقيق وإلى دراسة وسيسهم الأدباء والمثقفين في إثراء الملتقى للخروج ببعض التوصيات التي تبرز الأدب والهوية العربية لتكون واضحة المعالم. جاء ذلك أثناء رعايته أمس حفل انطلاق ملتقى الهوية والأدب الذي نظمه نادي أبها الأدبي بفندق قصر أبها. وفي كلمته التي رحب خلالها براعي الحفل والضيوف، أوضح رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع، أن الملتقى الذي تستمر فعالياته لمدة ثلاثة أيام، يشارك في جلساته أكثر من 49 باحثا وباحثة من داخل المملكة وخارجها ويمثلون سبع دول هي المغرب وتونس والجزائر ومصر والأردن واليمن والمملكة العربية السعودية، مما سيجعل من الملتقى فرصة جيدة للقاء بين الباحثين والحوار العلمي العميق لمناقشة مفهوم الهوية العربية والثقافة ومحدداتها وطبيعتها. وأشار آل مريع إلى أن الملتقى يحظى بمشاركة أسماء كبيرة ذات إنجاز مشهود لها في حقل الدراسات الأدبية والفكرية، حيث إن الملتقى لا ينشط إلى تحرير الهوية في حيز مطلق بل ينشغل ويشتغل في محاولة التعرف على مفهوم الهوية في سياقات من التجربة البشرية والوقائع الثقافية ليكون فضاء لتداول الأفكار وتطارح الآراء في إطار منهجي علمي مخلص ومنفتح على التنوع الذي يثري ويغني. وأضاف أن الملتقى يهدف إلى بحث موضوع الهوية والأدب في الوقت الذي يجتاز العالم المرحلة التاريخية التي تتصف باختفاء الحواجز وغياب الموانع الطبيعية والثقافية واقتحام قلاع الخصوصية الفردية والثقافية في كل لحظة وفي كل مكان والتغير والتنوع الشديدين اللذين أصبحا سمتين من أبرز سمات العصر. فيما وصف الباحث المشارك من تونس الدكتور حاتم الفطناسي خلال إلقائه كلمة المشاركين من خارج المملكة، نادي أبها الأدبي بأنه يقدم مناشط ثقافية متنوعة تجاوزت حدود الجغرافيا للدول المجاورة، على حد قوله، داعيا إلى تحويل الملتقى إلى مؤتمر عالمي يتداعى له أهل الثقافة والإبداع والأدب لتبقى المملكة العربية السعودية منارة للعلم والإبداع في نشر الثقافة والسلام، حسب تعبيره. أما الناقد الدكتور محمد مريسي الحارثي فتحدث أثناء إلقائه كلمة المشاركين من داخل المملكة عن الهوية الأدبية والأسس التي تقوم عليها الحضارة في ربط المجتمعات ومن أبرزها النص اليقيني الذي ينتمي إليه كل كلم وعمل وسلوك ويتبعه أسّ اللغة، والمشترك الحضاري الذي أنتج لنا مجتمعا تقوده البطولات على مستوى من القيادة الحصيفة التي نعيش أجواءها هذه اللحظة التاريخية في ذلك القرار الشجاع الذي وقف به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - ليعيد الحقوق إلى أهلها ويصحح المسار الذي اختل في غفلة من الزمن بل في غفلة من المجتمع العربي، حتى قام - حفظه الله - بالدعوة إلى "عاصفة الحزم" التي أنتجت التحالف العربي الكبير الذي تبعه ذلك التحالف الدولي وصدور القرار الأممي 2216 الذي جاء ليعيد للأمة العربية هويتها. وتابع الحارثي: إن المثقفين اجتمعوا في هذا المكان ليناقشوا الهوية العربية والأدب ليقدموا خبراتهم ورؤاهم لتتبلور في بيان تتحقق منه أهداف الملتقى. وشهد حفل الافتتاح إلقاء الشاعر أحمد بن عبدالله عسيري قصيدة، ثم تسلم أمير عسير العضوية الشرفية لنادي أبها الأدبي التي قدمها له رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع.