سخرية لاذعة يقابل بها اليمنيون الأسلحة التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لمقابلة الأسلحة الحديثة التي تستخدمها طائرات عاصفة الحزم، التي لا تزال تستمر للأسبوع الرابع على التوالي في تحقيق الضربات الموجعة للانقلابيين. الذين ما زالوا يستخدمون أسلحة عديمة الفائدة في مواجهة طائرات قوات التحالف ذات الطراز الحديث، متسببين في سقوط العشرات من الضحايا المدنيين جراء الرصاص الراجع للأسلحة التي يستخدمونها، مثل مضادات الطيران، التي لم تنجح ولو لمرة واحدة في التصدي لطائرات التحالف، بل أصبحت محل سخرية ونكات اليمنيين. وتحدث خبير عسكري يمني في مجال الطيران العسكري ل"الوطن" قائلاً إن المضادات الأرضية التي يتم إطلاقها من قوات الحوثي وصالح ضد طائرات التحالف لا تشكل أي تهديد على تلك الطائرات، وكل ما يتم إطلاقه في سماء صنعاء والمدن الأخرى من مضادات عبارة عن مهزلة وضحك على الناس، حيث لا تشكل المضادات الرشاشة أي تهديد على تلك الطائرات الحديثة، التي تناور على علو مرتفع جدا، وتصيب أهدافها عبر تقنية حديثة ومتطورة". وبات إصرار الانقلابيين على استخدام هذا السلاح كمضاد للطائرات محل سخرية لدى اليمنيين، الذين أطلقوا عددا من النكات التي تهزأ من غبائهم، واستمرارهم في إزعاج السكان بإطلاق الرصاص على الرغم من معرفتهم بعدم فاعليتها وجدواها. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تلك النكات، التي تقول إحداها إن طائرة للتحالف انفجرت فوق سماء صنعاء... من الضحك على مضادات الانقلابيين". واستغرب الخبير العسكري الذي تحدث إلى "الوطن" استخدام الانقلابيين للمعدلات الرشاشة في مواجهة الطيران، وقال إن ذلك "ضرب من الجنون"، فإضافة إلى أنه لن يُجدي نفعا في مواجهات سلاح الجو فهو يتسبب في خسائر بشرية فادحة جراء ما يسمى ب"الرصاص الراجع". وتفيد معلومات "الوطن" بأن أكثر من 90 شخصا قتلوا و أصيبوا، جراء إطلاق الانقلابيين للرصاص في الهواء وعودته على رؤوس المدنيين في مدن يمنية مختلفة. في السياق ذاته، قال العميد المتقاعد، صالح يحيى إن الحوثيين لا يملكون أي أسلحة حديثة تمكنهم من مجابهة التقنية العالية التي تستخدمها طائرات عاصفة الحزم، مشيرا إلى أن بعض البطاريات والصواريخ التي استولوا عليها من مخازن الجيش اليمني، وكان بإمكانها أن تشكل إضافة لقوتهم، استهدفتها طائرات التحالف العربي في الأيام الثلاثة الأولى للعملية، وقضت عليها بالكامل. وأضاف يحيى في تصريحات إلى "الوطن": "الحوثيون ليست لهم أي دراية بالأسلحة المتطورة، ولا يعرفون كيفية استخدامها حتى لو توافرت لهم، وكل ما يقومون به من افتعال التصدي لطائرات التحالف هو محاولة عبثية لرفع الروح المعنوية المنهارة لجنودهم، وإيهامهم بأن هناك عملا يجري على صعيد التصدي لطائرات عاصفة الحزم، ولكن في كل مرة يدفع المدنيون الثمن، حيث تحصدهم الرصاصات الطائشة التي يطلقها المتمردون وتقضي عليهم". ومضى يحيى بالقول "من أين يمكن للحوثيين أن يأتوا بالأسلحة الحديثة، إذا كانت حتى إيران التي تدعمهم تفتقر لهذه الأسلحة؟ وقد شهدنا أخيرا المهزلة التي عرضها الجيش الإيراني لأسلحة مصنوعة داخل طهران، في ما يسمى بأسبوع الجيش، وهي أسلحة لا تصلح للقتال، وتدل على أن ما يروجه الجيش الإيراني عن امتلاكه أسلحة متطورة، ما هو إلا كذبة كبيرة، فالغواصات التي عرضت وتسمى سابحات، والدبابة التي صدعوا بها رؤوس العالم وتدعى فلق، ما هي إلا محاولات لإنتاج أسلحة عفا عليها الزمن، وتجاوزتها التقنية الحديثة، وباتت ضمن العصر الحجري". واختتم يحيى حديثه بالقول "الحروب باتت تعتمد في الوقت الحالي على التقنية المتقدمة المتطورة، وليس عبر الجعجعة في وسائل الإعلام، وإطلاق التصريحات النارية، لذلك إذا كان الحوثيون يتحلون بأي قدر من العقلانية فإن عليهم الانسحاب من هذه الحرب التي ورطتهم فيها إيران، حفاظا على حياة من تبقى من أتباعهم".