بدءا من قطع المياه عن الأهالي، واتباع أسلوب القنص في استهداف أطباء المراكز الصحية، ينتهك متمردو الحوثي كل الأعراف الدينية والقبلية بمحافظة عدن، في محاولة يائسة لزعزعة ثقة ساكنيها في الضربات المتقنة لعاصفة الحزم. وكشف مصدر أمني يمني في منطقة المعلا أنه ورغم وصول جثث إلى المجمع الصحي في المدينة، بينها جثة طفل، إلا هذا المجمع لم يسلم من غدر الحوثيين، حيث تعرض المبنى إلى وابل من الرصاص، ما تسبب في إصابة العاملين فيه بالذعر. كما أن هناك عددا من الجثث التي لا تزال ملقاة في الشوارع ويصعب الوصول إليها جراء عمليات القنص التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين وتستهدف كل من يقترب من المراكز الصحية، فحتى المجمع الصحي لم يسلم من رصاصات حقد هؤلاء القناصة. كما أكد شهود عيان داخل مدينة عدن أن الحوثيين يحاولون دخول المعلا، في محاولة للسيطرة على ميناء عدن. وأكدوا أن الانقلابيين الحوثيين ومعهم ميليشيات المخلوع صالح أقدمت صباح أول من أمس على احتلال خزانات المياه في جبل حديد وقطعوا المياه عن أهالي عدن، بهدف تعريض المواطنين للعطش، مؤكدين أن ذلك الفعل الإجرامي يعد قتلا جماعيا. وأشار شهود عيان إلى أن عدن تعيش نتيجة لتلك الانتهاكات حالة اقتصادية صعبة، فكل المحال مغلقة، وهناك نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. وقال مصدر في الهلال الأحمر بعدن إن الحوثيين استهدفوا سيارات الإسعاف وقتل عدد من المسعفين، إضافة إلى اقتحام مستشفى الجمهورية وأخذ خمس سيارات إسعاف ورفع علم المقاومة الجنوبية للتمويه. ولم تسلم حتى المستشفيات والمساجد من اعتداءات عناصر جماعة الحوثيين المتمردة، حيث اقتحم عناصرها ثلاثة مستشفيات بمدينة الضالع جنوبي البلاد، وطردوا الأطباء العاملين فيها. وذلك بغرض حرمان مقاتلي المقاومة الشعبية من تلقي العلاج في حالة إصابتهم في المواجهات الدائرة منذ عدة أيام بين الجانبين. وأشار مصدر مطلع إلى أن جماعة الحوثي دأبت على مثل هذه الممارسات غير الإنسانية في كثير من المناطق التي استطاعوا اقتحامها، مشيراً إلى أن الجماعة تهدف إلى إضعاف الخدمات الطبية الضعيفة أصلاً في البلاد، بهدف إحداث حالة من التذمر وسط المدنيين. كما اقتحم المتمردون بعض المساجد في محافظة الحديدة، غربي البلاد، وقاموا باختطاف الشيخ عبدالملك الحطامي خطيب ساحة التغيير بالمدينة، كما اقتحموا مساجد واختطفوا بعض المعارضين منها. وفرقوا المصلين الذين رفعوا شعارات تضامنية مع أبناء محافظة عدن. وقال الناشط السياسي في العاصمة صنعاء، الصحفي محمد الرفيدي في تصريحات إلى "الوطن" "ليس غريباً على من اعتدى على الشرعية، ولم يتردد في توجيه سلاحه نحو شعبه الأعزل أن يقتحم المستشفيات، ويقتل المرضى. فبالأمس القريب اعتدوا على سيارة إسعاف، وقتلوا اثنين من طاقمها واثنين من المرضى. فالحوثيون جماعة لم تقم على أسس حضارية أو مدنية، بل هم مجموعة من الجهلة الأميين الذين لا يجيدون سوى استخدام العنف، ولا يعرفون سوى لغة القتل والتدمير، والدليل على ذلك أن شعارهم السياسي يبدأ بكلمة الموت". وأضاف "عمليات عاصفة الحزم التي تقودها المملكة ودول عربية قصمت ظهر الحوثيين، وأصابتهم بحالة من اليأس دفعتهم إلى مهاجمة المدنيين، والاعتداء على كل مقومات الحياة في اليمن. لذلك نطالب باستمرار هذه العمليات، حتى تحقق أهدافها كاملة، وحتى يتراجع الانقلابيون إلى مناطقهم الأصلية، ويكتفوا بدور سياسي يتوافق مع حجمهم الحقيقي. ومن الواضح لكل اليمنيين أن قدرات المتمردين القتالية قد تراجعت كثيراً، وباتوا غير قادرين على المواجهة، لذلك يسعون إلى صرف انتباه قادة التحالف عن العاصمة صنعاء، وذلك باختلاق معارك في عدن وأبين وغيرها من المدن اليمنية".