أكد قائد حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سفر أحمد الغامدي أن المناوشات بين رجال حرس الحدود السعودي والحوثيين تساندهم قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح مستمرة وشبه ليلية، لافتا في ذات السياق أن المنقلبين على الشرعية يريدون أن ينالوا من رجال حرس الحدود السعودي ولكن هيهات لهم، نحن لهم بالمرصاد، مشيرا إلى أن كل فرد صغرت رتبته أم كبرت هو مشروع "شهادة"، ومستعد للدفاع عن تراب الوطن بأغلى ما يملك.وأوضح في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن الحياة طبيعية في القرى الحدودية، وأن جميع القرى بمنأى عن نيران العدو، والجاهزية التي يتمتعون بها عالية جدا، يواكبها إسناد من قطاعات سعودية متعددة كلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وأن تلك القرى بمنأى عن المناوشات، وستستمر تواصل حياتها الطبيعية مثلما كانت، مشيرا إلى أن الحدود آمنة وهي في أيدي رجال أشاوس، ملتزمون بالدفاع عن حياض الوطن، وأن جميع منهم على خط النار مدربون بتدريب عال، ويراعون الأعراف والمواثيق الدولية ولن يتعدوا حدود وطنهم، إلا أنه في المقابل فإن المتمردين الحوثيين، ومن يقف في صفهم يناورون مناورات خاسرة، ورجالنا لهم صامدون وعاقدوا العزم على دحرهم، وإسكات مصادر نيرانهم. المراكز والنقاط أوضح اللواء الغامدي أن حزام الطريق بين علب وآخر نقطة لحرس الحدود تمارس مهام عملها بمهنية واحترافية عالية، وأن الطريق يقع عليه ثمانية مراكز، 37 نقطة مراقبة فرعية، فيما أكد المتحدث الإعلامي لحرس الحدود بمنطقة عسير المقدم بحري شايع خالد القحطاني، وفي بيان موزع أنه من يوم 1/1 إلى 18 / 6 / 1436 تم القبض على خمسة إثيوبيين وسعوديين وصوماليين و19 يمنيا ومجهول هوية واحد بتهمه التهريب، وخلال الفترة ذاتها تم القبض على 513 إثيوبيا، وبنجلاديشي واحد، سعوديين، 192 صوماليا، ومصري واحد، ونحو 4 آلاف يمني متسللا، أما كميات المضبوطات فتراوحت بين رؤوس ماعز، قات، حشيش، شمة، وأسلحة خفيفة، وشرائح جوال. منفذ علب يأخذك الطريق من وسط محافظة ظهران الجنوب غربا باتجاه منفذ علب، حيث تقبع آخر نقطة حدودية سعودية، على بعد 18 كيلومترا، ومن بعدها تستقبلك في الجانب الآخر قرية "مندبة" اليمنية، إذ تعد الاستراحة الأولى للمغادرين إلى اليمن، والختامية للمغادرين منه، يعد منفذ علب بمنطقة عسير أهم المنافذ البرية مع الجمهورية اليمنية ويبعد عن مدينة أبها نحو 150 كيلومترا، وبه مرافق حكومية، مركز إمارة، شرطة، جوازات، صحة، دفاع مدني، إضافة إلى الخدمات البلدية والجمارك، تم إنشاء المنفذ ليقدم خدماته للحجاج اليمنيين أثناء الحج وتسهيل مهمة السعوديين الذين يرغبون السفر إلى اليمن برا. السيارة المصفحة لعلها المرة الأولى في حياتنا التي نجلس فيها على مقاعد عربة مصفحة، أي كان طرازها، هذه العربة من طراز تويوتا، أبوابها ثقيلة، وجسمها الخارجي مصفح ، لكن الزجاج الداخلي يتعذر التحكم به لأنه مثبت، وبه فتحة صغيرة فيها مزلاج حديد وزجاج خارجي يمكنك التحكم فيها نزولا وصعودا، هي أقرب ما تكون لدبابة متحركة، ولا تبعد كثيرا عن سيارات الدفع الرباعي، سريعة وتسمح لقائدها بالمناورة، تم إركابنا نحن طاقم "الوطن"، محرران ومصوران في إحداها وانطلقنا من قيادة قطاع ظهران الجنوب باتجاه مركز علب.
شهادة.. ودماؤنا فداء للوطن مندبة اليمنية من جبال مركز علب السعودي تستطيع أن تشاهد قرية "مندبة"، وقرى مريصخة التي تعد إحدى ثلاثة أسواق ساخنة للمخدرات في اليمن وهي "البقع، مندبة، حرض"، قرابة الثلاث ساعات قطعتها "الوطن"، في جولة صحفية مع عدد كبير من وسائل الإعلام المختلفة، بدت الأوضاع مستقرة في المنطقة، في ظل ضبط المواقع الحدودية التي لم تشهد حالات تسلل أو تهريب، كما يشير إلى ذلك قائد حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سفر الغامدي، القرى الحدودية السعودية بدا الوضع فيها طبيعيا، فالناس يزاولون أعمالهم، وليس أدل على ذلك بأن الوضع مستقر من أن ترى عشرات الرعاة بالقرب من الشريط الحدودي يرعون أغنامهم، محطات الوقود تعمل في الطريق والحياة تسير باعتيادية كما في الأيام التي سبقت تبادل إطلاق النار. سائق المصفحة يقود المصفحة التي تقود الإعلاميين شاب في بداية العقد الرابع من عمره يدعى حمد اليامي، ببساطة تحدث معنا وقال: بدأ الحوثيون وأتباع الرئيس المخلوع الحرب، استعدادات قوى التحالف ومن بينها القوات السعودية، في الحرب ضد الإرهاب الحوثي، كانت على قدم وساق، وكنت وقتها في أيامي الأولى من تمتعي بإجازتي الاعتيادية، قطعتها وعدت إلى مزاولة عملي في الشريط الحدودي بين المملكة العربية السعودية واليمن، في مهمة الدفاع عن وطني، ولإنقاذ الشعب اليمني من التمرد الحوثي المنقلب على الشرعية، لافتا إلى أنه جاء إلى هناك للدفاع عن تراب المملكة العربية السعودية، وهذا حلم أي مواطن، ولكننا في المقابل نسعى لمساعدة أشقائنا من الشعب اليمني من الضيم الذي يعيشونه. طبيعة وعرة في طريق معبد داخل الأراضي السعودية، يخترق جبال شاهقة، ومنحدرات سحيقة، وبتضاريس يندر أن تجد بها حياة سوى لمن نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن أو من يسعون لتهريب البشر، السلاح، المخدرات، سواء على دواب أو بصفة شخصية، وهم القادمون من الجهة المقابلة في الجانب اليمني، الطريق يمتد بطول يتجاوز 40 كيلومترا، سارت بنا المصفحة لنلتقي عند مركز "مسيال" ومنها إلى مركز "أسعر" شرق عقبة الشجاج، حيث التقينا جنودا من حرس الحدود نذروا أرواحهم فداء للدين ثم الوطن، كل من التقينا به يود الشهادة دفاعا عن هذه المقدسات، لأن الوطن في نظر الجميع أغلى ما في الوجود وأسمى ما في الكون ،ولأنه الهوية والجذور والانتماء فقد نذر هؤلاء الجنود أرواحهم ودماءهم ليبقى الوطن شامخا حرا أبيا. الشهيد المالكي في أحد مراكز المراقبة، الذي ليس ببعيد عن مركز "المسيال"، و"الحصن" لقي العريف من رجال حرس الحدود السعودي سليمان علي المالكي، ربه بعد تعرضه لقذيفة "آر بي جي" بصفة مباشرة، واكبها تعرض المركز لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة من داخل الحدود اليمنية، ليكون أول جندي يستشهد منذ بدء "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة مع دول عربية ضد ميليشيات الحوثيين في اليمن، وبحسب قائد قطاع ظهران الجنوب المقدم خميس الزهراني فإن هذا المركز مع غيره من المراكز المتقدمة لخط النار شهدت ذلك المساء إطلاق أعيرة من شواخيف روسية يصل مداها إلى نحول 3 آلاف متر، وأسلحة أخرى، مشيرا إلى المكان الذي فارق المالكي الحياة فيه، لافتا إلى أنه تمت السيطرة على الموقف في وقت يسير وتم دحر العدو، وأن القوات الجوية الملكية السعودية ساندت حرس الحدود في وقت يسير. الكاميرات الحرارية وفي معرض مصغر اطلعت عليه الوفود الإعلامية، لفت نظر الجميع بعضا من أنواع الكاميرات الحرارية، منها ما هو محمول على الكتف، وثاب ومتنقل على سيارات، والذي هو جهاز يقوم بالتصوير باستخدام الأشعة تحت الحمراء بدلا عن الضوء المرئي وبدرجات وضوح في ثلاثة مستويات.