عدّ الكاتبان في الشأن السياسي عبدالله الفوزان وجاسر الجاسر أن ألاعيب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح انكشفت وبشكل فاضح منذ انطلاق "عاصفة الحزم" بعد أن كانت تمثل للمتابعين للشأن اليمني ألغازا في فترة ماضية، مشيرين إلى أن صالح كان أكثر شخص يجيد قلب الأوراق والتلاعب بمصالح اليمن لحماية مصالحه الخاصة. وأشار الكاتب السياسي عبدالله الفوزان أنه منذ حرب الرئيس المخلوع علي صالح الأخيرة مع الحوثيين والأمور لا تبدو واضحة المعالم، فمع سيطرة صالح على كل شيء في أرض المعركة إلا أنه في مراحل الحرب الأخيرة تتوقف الأمور بشكل مفاجئ، بل الأدهى أن الجيش التابع لصالح كان يعطي أسلحته للحوثيين بطريقة غريبة، وبعد ذلك يعود الحوثيون أقوى من السابق ومع هذا لا نرى قلقا حقيقيا من خطورة الحوثيين، كما أن الفترة الأخيرة استخدم صالح تنظيم القاعدة لابتزاز المملكة، وقام بخلط كثير من الأوراق في السياسة اليمنية، خصوصا بعد اندلاع الثورة ضده. وعدّ الفوزان أن المصالحة اليمنية ونقل السلطة سلميا اشتمل على قرار رآه خاطئا، وهو ضمان سلامة وحماية علي صالح وأن يعود إلى اليمن. وأضاف: كنت أتمنى أن يعلق مصيره بالثورة، على الأقل نضمن ألا تصل الأمور إلى هذا الحد من التساهل مع شخص متلاعب كان يعمل على محاربة الحوثيين لابتزاز المملكة ماليا وعسكريا، كما أنه لم يكن من مصلحته القضاء على الوجود الحوثي على الرغم من إمكان ذلك، ولكن لكي يبقي ورقة الابتزاز في يده يخرجها متى ما شاء، وكان ينوي اللاعب بهذه الورقة في تمردهم الأخير وانقلابهم ضد شرعية الرئيس منصور هادي، لكي يشعر دول المنطقة أنه لا يوجد شخص يستطيع إيقاف التمرد إلا هو لكي يعود إلى السلطة، ولكن يبدو أنه تم اكتشاف هذه الورقة ولم تعد مجدية نهائيا. وحول مصير الرئيس صالح في خضم الحملة العسكرية التي تقودها المملكة قال: صالح انتهى برأيي سياسيا ولم يزل بيده إلا المراهنة على الحوثيين وهو رهان خاسر، مؤكدا أنه سيتم إنهاء هذا التحالف بالقوة العسكرية وقوة السلاح. وأضاف: يجب أن نعلم أن القائد الحوثي يدير اللعبة ب"هبال سياسي"، وتصرفاته رعناء وأكبر دليل تصرفاتهم الأخيرة في اجتياح اليمن، ولن يخرجوا بفائدة وإنما خسائر مادية وبشرية. من جهته، عدّ الكاتب السياسي بصحيفة الحياة جاسر الجاسر أن الفترة الماضية شهدت تكهنات ومعلومات غامضة حول علاقة الرئيس المخلوع علي صالح بالحوثيين، وكان هناك سؤال قائم كيف يكون علي صالح حليفا لهم وهو يحاربهم؟ ولكن الأمور اتضحت أن علي صالح رجل حيل وألاعيب، وكان كثير من اليمنيين يعرفون صالح بأنه ظاهر لا يشابه باطن، ويوم بعد آخر تنكشف أمور كثيرة، خصوصا بعد عاصفة الحزم. وأشار إلى أن علي صالح هو من أحضر القاعدة إلى اليمن لابتزاز المملكة بشكل مباشر، ووفر لها بيئة حاضنة والآن أطلقهم من السجون بهدف فتح جبهة جديدة ضد المملكة، وانكشف أخيرا أنهم توافدوا على اليمن بطلب مباشر منه. وأضاف الجاسر أن حروب صالح مع الحوثيين كان وراءها هدف خاص للحصول على فوائد من المملكة، ولا أدل من حضور ابنه إلى الرياض ولقاء الأمير محمد بن سلمان، وتقديمه عروض الانقلاب على الحوثيين لأنه كان يدفع بهم إلى الصورة لكي لا يظهر هو بشكل مباشر، واعتقد أن المملكة تعاملت بتساهل مع الرئيس المخلوع منذ غزو العراق للكويت عام 1991 ووقوفه ضد المملكة في تلك الحرب، ولكن يجب أن يكون هناك تعامل مختلف، كما أن المبادرة الخليجية كان وراءها حرص سعودي على الشعب اليمني، لأن صالح كان سيجر اليمن إلى حرب أهلية واقتتال داخلي. وعدّ الجاسر أن نهاية علي صالح وشيكة على الرغم من ولاءات خارجية له، والحوثيون انتهاؤهم على الأراضي اليمنية لن يكون بغير القوة والسلاح، وهم بوضعهم الحالي أقل من أن يشكلوا خطرا على دول المنطقة. وطالب الجاسر من الرئيس الشرعي عبدربه هادي وحكومته بأن يباشرا مهماتهما بأسرع وقت، لأن التأخير لا يخدم قضيتهما الشرعية، فلا بد من وجود القيادة في الداخل لإعطاء دعم معنوي ويعيدا تشكيل القوى في الداخل وقيادة الدولة بشكل أفضل.