"فخور بكم وبأبنائكم، سندحر الأعداء، وحدودنا آمنة بحفظ الله"، بهذه الكلمات بدأ ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف زيارته لأسر شهداء الواجب في منطقة عسير مغرب أمس، يرافقه وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وكان في استقبال الأميرين لدى وصولهما مطار أبها الإقليمي أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، وقائد المنطقة الجنوبية اللواء مطلق الأزيمع، وقائد قاعدة الملك خالد الجوية اللواء طيار ركن محمد صالح العتيبي، وعدد من القيادات العسكرية ومديرو الإدارات الحكومية في المنطقة. وفور وصول الأمراء إلى مقر قيادة حرس الحدود بمنطقة عسير، كان في استقبالهم كبار ضباط حرس الحدود، حيث قام الأميران محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بالسلام على أسر شهداء الواجب العريف سليمان علي المالكي، والجندي عبدالرحمن مرعي القحطاني، والرقيب عون مشبب الشهراني، والجندي أول محمد حمود الحربي، ونقلا لهم تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، سائلين الله تعالى الرحمة والمغفرة للشهداء، منوهين بشجاعتهم وزملائهم في حماية الحدود والذود عن الوطن بأرواحهم، وتقديم واجب العزاء لهم بعد أن فقدوا أبناءهم في المراكز الحدودية بمنطقة عسير، وكذلك أسرة شهيد الواجب بمكافحة المخدرات الرقيب عون الشهراني الذي استشهد بعد مواجهة مع أحد مروجي المخدرات نهاية الأسبوع الماضي. إثر ذلك، استمع الأميران لكلمة أسر الشهداء التي أكدوا خلالها على وقوفهم صفا واحدا مع القيادة، مشيرين إلى أن القرار السياسي الذي اتخذه قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، هو موقف مشرف في الدفاع عن دولة جارة اعتدى على شرعيتها فئة باغية. كما ثمنوا لسموهما زيارة منطقة عسير والالتقاء بأهالي الشهداء، مؤكدين أنهم سيكونون فداء للدين والوطن متى ما دعت الحاجة، وأنهم وأبناءهم رهن إشارة الوطن. من جانبه، شكر الأمير محمد بن نايف أسر الشهداء على كلماتهم، مؤكدا أنهم وأسرهم في عيون القيادة والوطن، وأن الشهداء ليسوا أبناءهم وحدهم، وإنما أبناء الوطن وفقدهم كبير ونحتسبهم عند الله شهداء. بعد ذلك زار الأمراء محمد بن نايف وفيصل بن خالد ومحمد بن سلمان المصابين من أفراد القوات المسلحة المنومين في مستشفى عسير المركزي. ونقل الأمراء لهم تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، سائلين الله أن يمن عليهم بالشفاء العاجل، مثمنين ما لمسوه فيهم من عزيمة واعتزاز بحماية الوطن، إذ كانوا مثالا للتضحية والوفاء. كما ثمن رجال الأمن المنومون للقيادة حرصها على أبنائها المنومين، ووجدهم بالقرب منهم، مؤكدين أنهم سيغادرون أسرتهم في المستشفيات ويعودون إلى أرض الميدان، مدافعين عن تراب الوطن، وردع كل من تسول له نفسه الاقتراب من حدود الوطن. وفي ختام الزيارة غادر الأمير محمد بن نايف ومحمد بن سلمان مطار أبها الإقليمي، إذ كان في وداعهما أمير عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز.