رصد "مركز الدراسات الأميركية والعربية" في واشنطن ردود فعل أميركية داخلية تُعارض الاتفاق التمهيدي حول الملف النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بين الولاياتالمتحدةوإيران، وجرى توقيعه في مدينة لوزان السويسرية بين إيران ومجموعة ال5+1. استهل المركز رصده مشيرا إلى أن قادة الحزب الديموقراطي التزموا "الصمت الحذر"، وعدم إبداء تعليقات حول الاتفاق النووي، بينما أوضح رئيس مجلس النواب، جون بينر، في بيان شديد اللهجة معارضته القوية للاتفاق التمهيدي قائلاً "معايير الاتفاق النهائي، كما نشرها البيت الأبيض، تشكل فارقا مقلقا بالمقارنة مع الأهداف الأساسية التي حددها البيت الأبيض"؛ معربا عن خشيته من إمكان رفع العقوبات عن طهران في المدى القصير. وناشد المركز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، إتاحة الفرصة للشعب الأميركي من خلال ممثليه المنتخبين لإبداء الرأي "للتأكد من قدرة الاتفاق حقا على القضاء على خطر البرنامج النووي الإيراني ومحاسبة النظام". ومن ناحية أخرى، انتقد كل المرشحين المحتملين للرئاسة عن الحزب الجمهوري الاتفاق التمهيدي، ما يعزز من واقع أن حسابات السجال الانتخابي بين الحزبين سيضيف إلى الصعوبات التي سيواجهها أوباما والحزب الديموقراطي في حملتهم لتسويقه داخليا. أما عن ردود فعل الصحافة الأميركية، فانتقدت "الواشنطن بوست" الاتفاق المعلن نظرا لسماحه ببقاء "البنية التحتية النووية لإيران على حالها، رغم تعليق بعض أجزائها لعشر سنوات. وعليه ستغدو إيران في طريقها إلى دولة نووية فور انهيار الاتفاق". وترى صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس أوباما سيواجه صعوبة في إقناع الكونجرس، نظرا لقلق ساسة الحزبين العميق مما اعتبروه "مجازفة سياسية" للرئيس أوباما الذي باءت طموحاته لإعادة تشكيل العالم بفشل متكرر.. والتهديد بإحباط الاتفاق الذي دفع به لدرجة أنه تخلى عن "اعتبارات" الأمن الأميركي والإسرائيلي. في السياق ذاته، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالا قالت فيه إنه يصعب الوثوق بالنوايا الإيرانية بما يتعلق بسلمية برنامجها النووي أو التزامها ببنود الاتفاق. وأضافت أن الاتفاق سيعمل على تقوية اقتصاد إيران وزيادة مواردها المادية، وأنه قد يُعِّرض أميركا لخطر خسارة حلفائها بالغرب، وخصوصا فرنسا، وذلك في حال تبيَّن عدم سلمية النووي الإيراني في المستقبل. إلى ذلك، أعرب من أفراد الجالية الإيرانية في منطقة لوس أنجليس الأميركية عن شكوكهم بشأن الاتفاق النووي المبدئي الذي توصلت إليه طهرانوواشنطن رغم أن الاتفاق ربما يفضي إلى إنهاء عقود من العزلة الدولية للوطن الأم. وأكد مغتربون إيرانيون في ولاية كاليفورنيا عن عدم ثقتهم في حكومة طهران، مشيرين إلى أن إلغاء العقوبات الأميركية التي أسهمت في الارتفاع الشديد لمعدلات التضخم في إيران، لن يفعل شيئا يذكر لتحسين معيشة المواطنين العاديين.