لم تكن المملكة في يوم من الأيام إلا يد خير للأشقاء العرب والمسلمين، وملجأ لجنسيات أكثر من مئة وخمسين دولة. يعيش أبناؤها في بلادنا وينعمون بنعمة الأمن والعدل، ويرعون أسرهم في بلادهم من خلال ما يحولونه من مبالغ مالية إلى أوطانهم، دون مَنّ أو مراقبة أو استقطاع من كسبهم ومعيشتهم. قيادتنا تسعى إلى رأب الصدع العربي والإسلامي منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وأبنائه الملوك حتى تسنم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز قيادة المسيرة، فكان سلمان الوفاء والقائد الملهم والصادق في الوعد، والمغيث والساعي إلى نصرة المظلوم. وهذا ديدن المملكة العربية السعودية. فالشواهد كثيرة بلا منّ أو أذى، فتاريخ قيادتنا وبلادنا تتصدره المبادرة لدعم ومساندة الدول العربية والإسلامية، ومن ذلك: دعم المغرب العربي ورجاله في أيام الاستعمار والتحرير. فكانت بلادنا السباقة إلى نصرة المغرب العربي وتحرير ونصرة الشعب الجزائري ودعم مناضليه بالمال، ولا يخفى ذلك على كل منصف، فكان ريال الجزائر عونا واستجابة للنداء بتخصيص راتب يوم من كل شهر لدعم منظمة التحرير الجزائرية، وكذلك تحرير تونس بالدعم المالي والمواقف الصادقة. لم تنته مواقف المملكة المشرفة مع الأشقاء العرب. في العدوان الثلاثي على مصر العزيزة عام 1956 ثم في حرب أكتوبر وتحرير سيناء عام 1973، وكذلك نصرة الشعب اللبناني في مؤتمر الطائف الذي تم بموجبه وضع آلية استقراره، ثم تحرير الكويت عام 1990 وإعادة قيادته وشعبه الأبي الكريم. وليس آخر تلكم المواقف دعم الاستقرار في مملكة البحرين والمحافظة على كيانها وسيادتها ضد من سولت لهم أنفسهم البغي، ولا أحد ينسى موقف المملكة التاريخي في نصرة الشعب السوري ضد النظام الهمجي والبغي الإيراني وأذنابهما. إن عاصفة الحزم -حزم سلمان بن عبدالعزيز- وبمساندة دول الخليج العربي الأبي ودول التحالف العربي ومساندة الدول الإسلامية والصديقة وكذلك مجلس الأمن، من أجل دعم عودة الشرعية إلى اليمن الشقيق لضمان استقراره، ولإيقاف العبث الصفوي المقيت وأذنابه ومؤازريه وعصاباتهم الباغية. نصرة المظلوم وردع الباغي حق مشروع، فعلى الباغي تدور الدوائر، والعزة لله ولرسوله والنصر بإذن الله قريب.