برهن الحضور الذي اكتظت به قاعة احتفال نادي مكةالمكرمة الأدبي أول من أمس لتكريم الشاعر حسين سرحان "1334- 1413" على حجم الحب الكبير الذي يتمتع به الشاعر في المجتمع المكي. المناسبة أثبتت أن الشاعر ليس انطوائيا ولا منغلقا على نفسه كما قال حفيده ناصر على سرحان في مداخلته: "من وصف جدي بهذه الصفة لم يمر من أمام منزلنا بحي المعابدة الذي كان يتحول إلى ملتقى أدبي بشكل يومي من بعد صلاة العصر حتى صلاة العشاء على مركازه الشهير". الحفل تحول إلى تظاهرة ثقافية وصفت بأنها الأبرز في مكةالمكرمة خلال السنتين الأخيرتين نظرا لكثافة الحضور من الجنسين. رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي قال في كلمته "إن النادي نهج منهجا لتكريم كل من يقدم شيئا لهذا الوطن وفق معايير معينة سنها حيث يتم عرض الشخصيات المراد تكريمها ويتم اختيار إحداها وفق هذه المعايير". وعرض فيلم وثائقي لحياة حسين سرحان، وفي ندوة عن سرحان أدارها الدكتور حسن الزهراني قال الدكتور عبدالمحسن القحطاني إن حسين سرحان شاعر موقف، فهو شاعر وناثر وأديب بالفطرة، ذاكرا أن الوريث الشرعي للشاعر حسين سرحان هو رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري نظرا لكثرة دراساته وبحوثه في دواوين وكتب سرحان. بدوره، اقتصر حديث الدكتور الحيدري على ملامح من حياة سرحان، مشيرا إلى أنه ولد في مكة وأمضى جزءا من حياته في البادية حول مكة والطائف في حين قضى بقية حياته بحي المعابدة بمكةالمكرمة، وبدأ تعليمه في الكتاتيب ودرس في مدرسة الفلاح ولكنه لم يكمل تعليمه فهرب منها بسبب قسوة معلم عندما ضربه بسوط وندم السرحان على تركه الدراسة في مدرسة الفلاح ندما شديدا. وذكر أن سرحان وصف طفولته بقوله: "كنت في طفولتي أحمل القرب وأحش الكلأ وأرعى الغنم والبهم وأحمل على ظهري قربة صغيرة تسمى سعنا"، ودائما ما يشده الحنين إلى حياة البادية ويقول عنها إنها النقية. وخصصت الدكتورة ندى الحازمي حديثها حول ملامح شعره فقالت "كان السرحان شاعرا محافظا يعد شعره بين التجديد والتقليد، ويشمل شعره عددا من حالات الذات، منها الذات الحزينة والمتأملة والمتشائمة والمحبة والمغتربة".