انهمرت دموع الشاعر عبدالله باشراحيل أثناء مداخلته التي شارك بها في الحفل الذي أقامه نادي مكة الثقافي الأدبي البارحة الأولى لتكريم الشاعر الكبير حسين سرحان عندما بدأ يتحدث عن علاقته بالشاعر ورحلاته معه وكتابته مقدمة لديوانه الشعري (الخوف). مشيرا إلى أنه ترك كل ارتباطاته في هذا اليوم وحرص على الحضور للمشاركة في هذا التكريم، فتأثر الجميع من حديث باشراحيل الذي أعلن خلال حديثه عن إقامته قريبا لحفل تكريم لحسين سرحان في منتداه الثقافي. وتحول الحفل إلى تظاهرة ثقافية وصفها البعض بأنها الأبرز التي أقيمت في مكةالمكرمة خلال السنين الأخيرة نظرا لكثافة الحضور من الرجال النساء ومشاركتهم الفاعلة تعبيرا عن حبهم لهذا الشاعر الكبير. الحفل الذي أقيم برعاية وزير الثقافة والإعلام وحضره مدير فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة وليد بافقيه وجمع من الأدباء والمثقفين وأعيان المجتمع المكي بدأ بكلمة ترحيبية لرئيس النادي الدكتور حامد الربيعي رحب فيها بالجميع مشيرا إلى أن النادي قد نهج منهجا لتكريم كل من يقدم شيئا لهذا الوطن. بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي لحياة حسين سرحان وأبرز ملامح حياته نال استحسان الحضور، تلاه تدشين رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي للحقيبة الإلكترونية للشاعر حسين سرحان. الندوة الثقافية التي أدارها الدكتور حسن الزهراني والتي أصر فيها الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن يتحدث واقفا طوال 20 دقيقة مشيرا إلى أنه وقف قبل ربع قرن في نادي جدة الثقافي الأدبي متحدثا مع مجموعة من الأدباء عندما كرم النادي في ذلك الوقت حسين سرحان مشيرا إلى أن حظ حسين سرحان مع الأندية الأدبية حظ وفير، حيث قامت بطبع العديد من كتبه ودواوينه. وأضاف القحطاني بقوله إن الشاعر حسين سرحان شاعر موقف، فهو شاعر وناثر وأديب بالفطرة قبل أن يكون بالفطنة ورأى القحطاني أن الوريث الشرعي للشاعر حسين سرحان هو الدكتور عبدالله الحيدري رئيس نادي الرياض الأدبي، نظرا لكثرة دراساته وبحوثه في دواوين وكتب حسين سرحان. فيما اقتصر الدكتور عبدالله الحيدري رئيس نادي الرياض الادبي حديثه حول ملامح من حياة حسين سرحان وولادته في مكة وتنقله بين مكة والطائف في حين قضى بقية حياته في حي المعابدة بمكةالمكرمة. وأضاف الحيدري أن السرحان قد عمل في الدولة قرابة 40 سنة تنقل خلالها في أعمال شتى بين وزارة المالية وتوسعة المسجد الحرام ومطابع الحكومة في حين تزوج وأنجب 4 بنات وولدا وقد توفيت له ابنتان وولد رثاهم بقصائد مؤثرة ترجم إحداها غازي القصيبي إلى اللغة الإنجليزية. وخصصت الدكتورة ندى الحازمي حديثها حول ملامح شعره بقولها «كان السرحان شاعرا محافظا يعد شعره بين التجديد والتقليد، يشمل شعره عددا من حالات الذات، منها الذات الحزينة والمتأملة والمتشائمة والمحبة والمغتربة».