فيما تعهد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بمحاربة الإرهاب "بلا شفقة أو رحمة" إثر الهجوم الدامي الذي نفذه أول من أمس مسلحون على متحف "باردو" القريب من مقر البرلمان بالعاصمة، قررت الحكومة التونسية نشر الجيش في شوارع المدن الرئيسة للتصدي للإرهابيين واستئصالهم من المجتمع. وقال السبسي في خطاب تلفزيوني لمواطني بلاده: "نحن في حرب مع الإرهاب، وهذه الأقليات الوحشية لا تخيفنا، وسنقاومها إلى آخر رمق بلا شفقة وبلا رحمة". بدوره، أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوي أن السبسي دعا إلى اجتماع طارئ لقادة الأمن والجيش لإعلان الحرب على الإرهاب. وعقب الاجتماع أعلنت الرئاسة أنه سيتم نشر الجيش في المدن الكبرى، مشيرة إلى اعتقال تسعة أشخاص للاشتباه في صلتهم بهذا الهجوم، وهو الأسوأ منذ الثورة. وقالت الرئاسة في بيان "تقرر القيام بإجراءات تأمين المدن الكبرى من طرف الجيش، إضافة إلى دعم التنسيق بين قوى الأمن والجيش ومراجعة السياسة الأمنية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية". وتصب القرارات الأخرى التي كشف عنها بيان الرئاسة التونسية في توفير مزيد من المعدات والتمويلات للقوات الأمنية والعسكرية. ولم يأت البيان على ذكر حالة الطوارئ التي رفعها الرئيس السابق منصف المرزوقي في مارس 2014 بعدما ظلت سارية لمدة ثلاث سنوات. وكانت حالة الطوارئ تتيح تكليف الجيش بحماية المؤسسات الحيوية ومراكز السيادة في المدن.وقالت الرئاسة التونسية إن الإجراءات التي تشمل تخويل الجيش القيام بمهمات أمنية في المدن الكبرى اتخذت بسبب الظرف الأمني الاستثنائي الذي تمر به البلاد، وانتقال العمليات الإرهابية إلى داخل المدن، بعدما كانت مقصورة على المرتفعات الجبلية غرب البلاد. من جهة أخرى، دان مجلس الأمن الدولي بالإجماع الهجوم الإرهابي الذي نفذه مسلحون على متحف باردو. وتقدمت دول المجلس ال15 في بيان صدر بالإجماع بتعازيها إلى عائلات الضحايا وإلى الحكومة التونسية، وبقية الحكومات التي قتل رعاياها في هذا الاعتداء. وشدد المجلس على ضرورة تقديم المسؤولين عن هذه الأعمال الإرهابية ومموليها إلى العدالة، مطالبا جميع الدول بالتعاون الحثيث مع السلطات التونسية. في غضون ذلك تبنى تنظيم داعش مسؤولية الهجوم على متحف باردو.