يهدف كرسي الأمير سلمان إلى دعم المكتبة التاريخية، بنشر الكتب والبحوث التي تتناول تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، وعقد اللقاءات العلمية، وبناء شراكة بحثية مع أقسام التاريخ والمراكز العلمية ذات العلاقة. ولمزيد من المعلومات التقت “الشرق” المشرف التنفيذي على كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ومقرر اللجنة التحضيرية للندوة العلمية، الدكتور عبدالله بن ناصر السبيعي، لنستطلع معه جوانب الكرسي، من حيث فكرته، وأثر الندوة التي ستقام على هامش تدشينه في الأوساط العلمية والثقافية. وتناول د. السبيعي في حديثه أهداف الكرسي المحلية في دعم مسيرة عمل الباحثين والباحثات في الحقل التاريخي في الجامعات السعودية، بالإضافة إلى دوره في توصيل ثقافة المملكة وحضارتها لدول العالم كافة. • كيف أتت فكرة كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية؟ جاءت فكرة تأسيس كرسي علمي الذي حمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، حين عرض قسم التاريخ في جامعة الملك سعود على سموه حفظه الله – فكرة إنشاء كرسي في الجامعة، يعنى بالمجالات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، وكان ذلك في عام 1430ه، قبل أن تتبنى الجامعة إنشاء الكراسي البحثية في مرحلتها التطويرية الحالية، فكانت موافقة سموه وترحيبه دليلاً على اهتمامه ودعمه للفكرة، وتقديراً من الجامعة لموافقة سموه الكريمة، سارعت إلى إنشاء كرسي يحمل اسم “كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية”، وتم توقيع اتفاقيته العلمية مع دارة الملك عبدالعزيز برعاية وحضور سموه – حفظه الله – في شهر محرم عام 1431ه. وعُدّ إنشاؤه إضافة علمية نوعية لبرامج كراسي البحث التي تبنتها الجامعة، وبمثابة هدية ثمينة كان ينتظرها المهتمون في المجالات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، خصوصاً أنه يحمل اسم قامة وطنية شامخة يعترف الجميع به أميراً للمؤرخين وعاشقاً للتاريخ، ومرجعاً لكثير من أحداث التاريخ الوطني والتاريخ المعاصر. • يدشن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز اليوم الكرسي. ماذا يعني ذلك في تاريخ الكرسي؟ سموه حفظه الله أمير المؤرخين، وداعم مسيرتهم العلمية، ويقف بجانب كل جهد علمي يخدم التاريخ الوطني وتاريخ الجزيرة العربية؛ منبع رسالة الإسلام العظيمة، وهذه الرعاية الكريمة من سمو وزير الدفاع حفظه الله لتدشين الكرسي الطموح لخدمة التاريخ باللقاءات المتخصصة والمصادر التاريخية والنشر والترجمة وغيرها، هي غير مستغربة من سموه لحركة البحث العلمي في المملكة العربية السعودية، في ظل ما تلقاه هذه الحركة العلمية من دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله واهتمامها وحفزها نحو الأفضل لخدمة التنمية المحلية، وعلى رأسها الإنسان السعودي، ورعاية سمو وزير الدفاع لانطلاقة الكرسي وسط حفاوة الوسط العلمي داخل المملكة وخارجها هو دفعة قوية لأعمال الكرسي وبرامجه السنوية وأنشطته العلمية، بعد دعم سموه للكرسي حين كان فكرة بموافقته على اقتران اسمه حفظه الله بالكرسي هذا الاقتران الذي يمثل مسؤولية وطنية وعلمية للعاملين على كرسي سموه للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية. • يلقي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، عقب تدشينه للكرسي محاضرة تاريخية عن والده الملك عبد العزيز رحمه الله يوثق لجوانب إنسانية واجتماعية في حياته طيب الله ثراه ، كيف تتوقعون أثر هذه المحاضرة في الأوساط العلمية والثقافية؟ صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، هو مثقف يستنصر للعلم والكتاب والمعرفة دائماً، وهو عاشق للقراءة، وخاصة في مجال التاريخ، وهو معروف بأنه مؤرخ الدولة السعودية، وبالتالي فإن محاضرته التاريخية المقبلة ستترك صدى علمياً ووطنياً كبيرين، وستحفز بحوثاً جديدة ودراسات مقبلة في هذا الجانب من شخصية الملك عبدالعزيز بصفة خاصة، وتاريخ المملكة العربية السعودية بصفة عامة، وقد أصّل سموه حفظه الله منهجاً في البحث العلمي في التاريخ، يعتمد على الشواهد التاريخية المتواترة بأسلوب علمي مقنن ومنهجي، ولعل محاضرتي سموه السابقتين في جامعة أم القرى، والجامعة الإسلامية، وما تركته تلك المحاضرتان من أثر كبير ومميز، ونتائج فاعلة، أثرت نقاش الأوساط العلمية والمكتبة التاريخية الوطنية. • وماذا عن الندوة العلمية عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية التي سينظمها الكرسي يومي الأحد والاثنين المقبلين، من حيث الموضوع والأهمية؟ هذه الندوة هي باكورة إنتاج كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، على مستوى النشاط العلمي المنبري، ويشارك فيها باحثون وباحثات من داخل المملكة العربية السعودية يطرحون من خلال 26 ورقة عمل قراءات تحليلية ووثائقية للجانب الإنساني والاجتماعي في شخصية الملك عبدالعزيز، في عهده الميمون، وتتطرق تلك البحوث (أوراق العمل) إلى توثيق صفات إنسانية تميز بها الملك المؤسس طيب الله ثراه ودراستها وتحليلها وأثرها في بناء اللحمة الوطنية والوفاء والولاء المتبادل بين الملك والمواطن، مثل الكرم والسخاء ورعايته للأيتام، ومناصرته للعرب والمسلمين والعفو عن خصومه، واستمالتهم بالنبل والتواضع والتسامح إلى موالين يشاركونه بناء الوطن، وترسيخ مفاهيم ومبادئ الشؤون الاجتماعية والعمل الخيري في المجتمع السعودي، وغيرها من الصفات الراقية التي تشف عن قائد مسلم جعل نصب عينه العقيدة الإسلامية في سلوكه مع رعيته وتعاملاته الدولية، كما تشارك دارة الملك عبدالعزيز بمعرض مصور ووثائقي، توثق فيه الصورة الفوتوغرافية والوثيقة التاريخية السمات الاجتماعية والإنسانية في عهده رحمه الله ما يعد بمنزلة دعم المادة العلمية للندوة بالمصادر التاريخية. • ماذا يعني إنشاء الكرسي للأوساط العلمية التي تحتفل بانطلاقته العلمية للجامعة والمجتمع؟ هذا الكرسي يندرج بقيمته العلمية والوطنية تحت برنامج كراسي البحث التي استحدثتها جامعة الملك سعود، وشجع عليها الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، في رؤية إدارية متميزة منه، تستلهم التجربة الدولية للجامعات العالمية، وتوطينها ضمن رسم إطار عام للمسؤولية الاجتماعية للجامعة بصفتها مؤسسة تعليمية واجتماعية ضمن نسيج المجتمع، وهذا البرنامج يضم أكثر من عشرة كراسٍ علمية نوعية تخدم بتكاملها حركة البحث العلمي في المملكة العربية السعودية، وكرسي الأميرسلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية يخدم حركة النشر، ومسار البحث والدراسات المتخصصة في التاريخ، ليثري المكتبة في هذا المجال، ويطرح منتجات علمية تعزز قيماً وطنية، وتجارب تاريخية مهمة ستدعم مستقبل التخطيط التنموي، كما أن مخرجات هذا الكرسي ستكون مع مخرجات أخرى في مجالات أخرى لتنشيط الحراك العلمي الذي هو أحد مقومات المجتمع المتحضر. • ما هي الميزانيات التي اعتمدت للكرسي؟ كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية يحظى بدعم جامعة الملك سعود، لأهدافه الوطنية الكبيرة، كما يحظى باهتمام خاص من قبل مدير الجامعة، لدور هذا الكرسي في إثراء حركة البحث العلمي في مجال تاريخنا الوطني الذي هو ثروتنا التاريخية التي لا تقدر بثمن. • هل من أهداف الكرسي توصيل حضارة المملكة العربية السعودية إلى الخارج، وتنوير العالم بهذا الخصوص؟ يمكن؛ قبل ذلك، أن أقدم لكم أهداف الكرسي، وهي دعم الباحثين والباحثات وطلاب الدراسات العليا في حقل تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، واستقطاب الخبراء المتخصصين في المجال ذاته، وعقد اللقاءات العلمية المختصة في تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، ونشر الدراسات التي تتناول هذا التاريخ، وبناء شراكات بحثية مع المراكز العلمية وأقسام التاريخ ذات العلاقة، وفق رؤية تعتمد تعميق المعرفة بتاريخ الجزيرة العربية، وتاريخ المملكة العربية السعودية، من خلال حزمة من البرامج السنوية المتنوعة والمتكاملة، ودعم الأفكار البحثية والمؤلفات المعنية وفق منهج يعتمد التحليل والاستنتاج ويستثمر التقنيات الحديثة، وهذا يعني استظهار المآثر الفكرية والعلمية للدولة السعودية في عهودها الثلاث والمحافظة عليها بالتحقيق العلمي ونشرها وتعريضها للبحث والدرس والنقاش العلمي، وتوثيق المنجزات الحضارية للمملكة العربية السعودية، على المستوى الإنساني والمادي ضمن اهتمام الكرسي وتخصصه بتاريخ الجزيرة العربية منذ نشأتها، ولا شك أن معطيات الكرسي من الإنتاج العلمي ستكون متاحاً للجميع ومهيئةً للعالم.