أكد أستاذ التاريخ القديم المشارك في جامعة الملك خالد الدكتور مسفر الخثعمي أن التضاريس الجغرافية وتنوع المناخ أثرت على العمارة التقليدية القديمة في منطقة عسير، وذلك في دراسته الميدانية للمنطقة عبر موسوعة الآثار والمعالم السياحية في عسير. وشدد الخثعمي على أن المنطقة تنفرد عن غيرها من الناحية المعمارية بتنوع طراز مبانيها، حيث تحتكم إلى أربع مناطق جغرافية مناخية هي: منطقة تهامة الساحلية، ويقيم أهلها مساكنهم على أطر من الأعواد تغطى بطبقات من القصب والقش، وتربط الأعواد بعضها ببعض بواسطة حبل حول عود مركزي وتأخذ هذه المنازل الشكل الهرمي، ولها باب واحد، ولا يوجد بها نوافذ. وهذا النمط من المساكن عبارة عن أكواخ من العشش تهيأ من الداخل بأثاث و زخارف. والمنطقة الثانية هي منطقة تهامة الإصدار وهي الجزء الواقع بين سلسلة جبال السروات والسهول الساحلية، وتنتشر قراها على سفوح الجبال، ومن أهم مدنها رجال ألمع ومحايل عسير وبارق والمجاردة، وفيها تظهر الطرز المعمارية المغايرة في البناء حيث نرى المنازل العالية والمبنية بالحجارة بشكل هندسي بديع، والمزخرفة بحجر المرو، ويزيد بعضها على خمس طبقات. أما منطقة المرتفعات على جبال السروات فتتناثر فيها المدن والقرى التي تمتاز بالصلابة والقوة وحسن الهندسة والتوزيع، وهي مبنية من الأحجار المصقولة وجدرانها مرصعة بألوان من الحجارة المختلفة وقد زخرفت بحجر المرو وتتكون من عدة طوابق، كما في مدن سبت العلاية والنماص وأبها وخميس مشيط. وفي الأجزاء الشرقية من منطقة عسير تبنى المنازل من الطين وتسقف بجذوع النخل وشجر الأثل ومن أهمها بيشة وتثليث. من جهته، ذكر المدير العام لفرع السياحة والآثار بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة أن هيئة السياحة ترسم خطة لتطوير التراث العمراني ضمن الخطة الشاملة للتنمية السياحية، التي يشارك فيها عدد من القطاعات ذات العلاقة، وتم إنجاز ذلك في بعض المحافظات في المنطقة وستستكمل هذه الخطة في المحافظات الأخرى.