دعا ناشطون عراقيون أمس إلى تنظيم وقفة احتجاجية في شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد الجمعة المقبل، للتنديد بتصريح مسؤول إيراني قال فيه، إن بغداد عاصمة الإمبراطورية الإيرانية، فيما دانت هيئة العلماء المسلمين العراقية بزعامة حارث الضاري تصريحات المستشار الإيراني جملة وتفصيلا وترفضها كل الرفض، وترى أنها تمثل أطماعا إيرانية سافرة لا تتوقف عند حدود معينة مستغلة بذلك الظروف التي تعيشها المنطقة. وقال الناشط المدني إحسان الماجدي ل"الوطن" إن الهدف من الاحتجاج تقديم رسالة إلى الجهات الرسمية والأطراف المشاركة في الحكومة لوضع حد للتدخل الإيراني في الشأن العراقي"، مشيرا إلى أن الحملة لن تتوقف لحين تقديم طهران الاعتذار للشعب العراقي، معربا عن استغرابه من تجاهل القوى السياسية اتخاذ موقف حازم تجاه التطاول الإيراني. وفيما لم يصدر من الحكومة والأطراف المشاركة فيها أي تعليق على ما ذكره علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني للشؤون الدينية والأقليات بأن إيران عادت إمبراطورية كما كانت، وبغداد عاصمة هذه الإمبراطورية، قال المحلل السياسي والأكاديمي عبدالقادر الجميلي ل"الوطن"، "التدخل الإيراني في الشأن العراقي واحد من أبرز القضايا المثيرة للجدل بين القوى السياسية والأطراف المشاركة في الحكومات المتعاقبة بعد الغزو الأميركي، أصدقاء إيران يعدونها حليفا وأول دولة في المنطقة قدمت للعراق الدعم، وطرف آخر يرى عكس ذلك، وعلى هؤلاء تقع المسؤولية في تحديد موقفهم والرد على التجاوزات الإيرانية". من جانبها، أصدرت هيئة علماء المسلمين العراقية بزعامة حارث الضاري بيانا جاء فيه، "إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين تصريحات المستشار الإيراني جملة وتفصيلا وترفضها كل الرفض، وترى أنها تمثل أطماعا إيرانية سافرة لا تتوقف عند حدود معينة مستغلة بذلك الظروف التي تعيشها المنطقة، فإنها تستحضر كلمة لأمينها العام الشيخ حارث الضاري قالها في مناسبة سابقة، أتمنى لهذه الأمة أن تستيقظ وأن تعلم أنه لم يعد للنوم أو الغفلة مكان، لأن من حولنا يعملون ويسعون دائبين وبكل الوسائل إلى الاستحواذ على المنطقة، وعلى الأمة والعرب أن ينتبهوا جميعا حتى لا يفوتهم القطار إذا ظلوا مختلفين فيما بينهم في نظرتهم لما يجري بهذا البلد أو ذاك، عليهم أن يقفوا مع الشعوب لتكون هذه الشعوب قوة لنفسها ولهم جميعا، واختلاف الدول العربية ينبني عليه اختلافهم في مواقفهم ثم في تأييدهم لهذا الطرف أو ذاك، وهذا يؤدي إلى الخلاف والاختلاف في كل دولة عربية ويؤخرهم ويضعفهم، ما يسبب الضعف لكل الدول العربية وللخليج بالذات". وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة الشيح محمد بشار الفيضي ل"الوطن"، لن "نقف مكتوفي الأيدي وسنجري اتصالات مع الدول العربية لإيقاف تمدد إيران في العراق والمنطقة، ولن نتوقف على إصدار بيانات الاستنكار والتنديد، وإنما سنتحرك بكل ما نملك من قوة لإحباط المخطط الإيراني الساعي إلى احتلال العراق".