شهد قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد العام بجدة ارتباكا واضحا خلال اليومين الماضيين، ما أدى إلى حدوث تلاسن بين طبيب مناوب وبعض المرضى بسبب وجود حالة بين المنومين يشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، ما استدعى تدخل رجال أمن المستشفى لفض المشاجرة بين الطرفين. وقال شهود عيان، تحتفظ "الوطن" بأسمائهم، إن "ملاسنات وعراكا بالأيدي حدثت بين مرضى وطبيب في قسم الطوارئ في المستشفى اليومين الماضين، بسبب سوء تعامل الكادر الطبي مع المنومين، وسط مخاوف من عدوى كورونا، خاصة مع عدم وجود عزل للمرضى المشتبه في إصابتهم بالمرض، وضعف الإجراءات الوقائية". وقال المريض صالح حسن الشهراني، "راجعت طوارئ المستشفى وأنا أعاني من جرح في قدمي، وبقيت في الانتظار أكثر من خمس ساعات، وعندما عرضت على الطبيب قرر تنويمي في الطورائ، وبعد مرور يومين حضر سجين إثيوبي، فتم تنويمه بجوارنا في نفس القسم تحت الحراسة، وبعد أن ظل مخالطا لكثير من المنومين داخل القسم يوما كاملا، علمنا أنه مشتبه في إصابته بفيروس كورونا، وبعد يومين تم نقل جميع المنومين إلي قسم العزل تحت ادعاء أن جميع الحالات يشتبه في إصابتها بالفيروس". وأضاف "بقيت في العزل سبعة أيام دون معاينة من قبل أي طبيب، وبعد ذلك سمح لي بالخروج، ثم تلقيت أمس اتصالا من المستشفى يستفسرون عن سبب خروجي، وعندما راجعت الاستقبال أمس لم أعثر على ملفي الطبي، وأبلغت أنه مفقود". "الوطن" عرضت شكاوى المراجعين على إدارة المستشفى، فوعدت الدكتورة أمل سلطان من مكتب الإعلام بأنها ستتواصل معها للرد، إلا أنه وحتى كتابة هذا التقرير لم ترد على اتصالات الصحيفة. من جهته، قال المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في جدة عبدالرحمن الصحفي، إن "الوزارة أنشأت مركز القيادة والتحكم في صحة جدة، برئاسة مدير الشؤون الصحية بالمحافظة، وعضوية الإدارات المعنية بالأمراض المعدية، إذ وضعت آليات العمل والإجراءات الخاصة بالتعامل مع حالات الاشتباه بمرض كورونا حسب المعايير العالمية التي اعتمدتها وزارة الصحة، ومركز مكافحة الأمراض المعدية". وأضاف أن "المختبر الإقليمي يجري الفحوص اللازمة للمشتبهين، ويبلغ الجهات الصحية بالنتائج سواء سلبية أو إيجابية خلال 12 ساعة، كما يتم الإعلان بكل شفافية عن جميع الحالات وبشكل يومي عبر موقع وزارة الصحة الإلكتروني". وشدد الصحفي على أنه "تم تعميم هذه الإجراءات والضوابط على جميع القطاعات الصحية الحكومية والخاصة، وتشمل تعريف الحالة، وطرق التعامل معها وهي التشخيص والعلاج والمتابعة، إضافة إلى نقل الحالات إلى المراكز المعتمدة من وزارة الصحة، وهذا هو المعمول به في صحة جدة". وعلل المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بجدة كثرة حالات الاشتباه في مستشفى الملك فهد بأن أعراض كورونا تتشابه مع أمراض تنفسية أخرى، ولا يمكن التأكد من إيجابية الحالة أو سلبيتها إلا بالفحص المختبري، مؤكدا وجود حالة واحدة في جدة مصابة بالفيروس لمسنة عمرها 70 عاما تتلقى العلاج حاليا. من ناحية أخرى، تفقد مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور مبارك عسيري أمس، مركز المراقبة الصحية في المطار، وتجول في أقسام الأشعة والتطعيمات، ومركز الاستجابة السريعة، إضافة إلى أقسام المختبر، وعيادات الكشف في مبنى الحجاج، واطلع على كيفية تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية للمعتمرين والزوار. وقدم مدير مركز المراقبة الصحية بالمطار عبدالغني المالكي شرحا عن كيفيه التعامل مع حالة مرض معدٍ، وتطبيق كل الاشتراطات الصحية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية. كما تفقد الدكتور عسيري مركز المراقبة الصحية في ميناء جدة، وتعرف على مدى تطبيق الاشتراطات الصحية المعتمدة التي تسهم في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة، وحث العاملين على تقديم أفضل الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية للزوار والمعتمرين. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل ثلاث وفيات جديدة أصيبت بالفيروس وكلها في الرياض، وتعود إلى مواطنَين ووافد، كما سجل مركز القيادة والتحكم إصابة أربعة أشخاص ب"كورونا" وكل تلك الإصابات حدثت أيضا في مدينة الرياض، وتعود الإصابات إلى ثلاثة مواطنين ووافد، اثنان منهم في وضع حرج. وبذلك يرتفع عدد الإصابات الكلي إلى 945 والوفيات إلى 408.