أبدت وزارة التعليم قلقها من انخفاض مستوى التمكن من المهارات العلمية والمعرفية، بعدما كشفت نتائج الاختبارات التحصيلية السنوية التي أجرتها الوزارة ل13898 طالبا وطالبة، عن وجود فجوة عالية بين الاختبارات التحصيلية والاختبارات المدرسية. جاء ذلك، خلال عرض نتائج الدراسة التقويمية لمشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية في التعليم العام بالمملكة التي أعدها مركز التميز البحثي في تطوير العلوم والرياضيات في جامعة الملك سعود وبدعم من وزارة التعليم صباح أمس. وقال نائب وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ في كلمته إن التربية والتعليم هما القاعدة الصلبة التي تبنى عليها نهضة الأمم، وإن هذا العصر هو عصر التنافسية العلمية والتقنية، وإن تقويم كفاءة المنظومة التعليمية من مدخلات وعمليات ومخرجات يعد عنصرا أساسا من عناصر التطوير لتحقيق الجودة النوعية، مؤكدا سعي الوزارة إلى تقويم خططها وأهدافها ومعاييرها وأدواتها وبرامجها ومشاريعها، للوقوف على مستوى كفاءة المدخلات لرفع مستوى الأداء والفاعلية. وأشار إلى أن أهم تلك المواد "مناهج العلوم والرياضيات" التي تبنت لها الوزارة سلسلة عالمية "ماكروهيل" وتمت ترجمتها ومواءمتها لطلابنا وطالباتنا. وأضاف آل الشيخ أن الدراسة تأتي في هذا السياق، خصوصا وأظهرت نتائج الاختبارات التحصيلية السنوية التي تجريها الوزارة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، انخفاضا في مستوى التمكن من المهارات العلمية والمعرفية، وهو ما أيدته هذه الدراسة، وكذلك ما أظهرته المقارنات في المرحلة الثانوية من فجوة عالية بين الاختبارات التحصيلية والاختبارات المدرسية. وأشار آل الشيخ إلى أن مثل هذه الدراسة تؤكد على ضرورة توسيع نطاق التعاون والشراكة بين الجامعات ومراكزها البحثية وبين التعليم العام، وأهمية مراجعة خطط وبرامج إعداد المعلم في الجامعات وتطويرها وفق المستوى العلمي للمناهج المستهدفة، مبينا أن هذه الدراسة لها أهميتها إذ إن العلوم والرياضيات هما مجالا التحدي والتنافسية العالمية، وإن أبناء المملكة وبناتها حققوا في السنوات الأخيرة جوائز عالمية. وتناولت الدراسة تقويم المشروع من أبعاد عدة، تمثلت في دراسة "مستوى اتساق كتب الرياضيات والعلوم الطبيعية للطالب والمعلم للصفوف: الأول الابتدائي والثالث الثانوي، التي تم إعدادها بعد ترجمة ومواءمة الكتب المقابلة لها في سلسلة "ماجروهيل" الأميركية، وكذلك تحديد مناسبة محتواها لثقافة المجتمع وبيئة المعلمين، ومدى كفاية الزمن المخصص ضمن الخطة الدراسية لتدريس الكتب الجديدة، وجودة تنفيذ المشروع في الميدان، وتقويم جودة مخرجات المشروع بتقويم التحصيل الدراسي للطالب في نهاية المراحل الدراسية الثلاث "ابتدائي، متوسط، ثانوي". ولتحقيق أهداف الدراسة، شكلت خمس فرق بحثية تكونت من مجموعة من الباحثين الرئيسيين والمشاركين بلغ عددهم 116 باحثا، إضافة إلى 244 باحثا مساعدا، يعملون على تطبيق أدوات المشروع في الميدان، كما شارك في الدراسة مجموعة من المستشارين المتميزين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وبلغ عددهم 29 مستشارا، وبذلك بلغ إجمالي المشاركين في هذه الدراسة 389 باحثا. وطبقت بطاقات الملاحظة الصفية والاستبانات على عينة بلغت 9423 معلما ومعلمة، و1542 مديرا ومشرفا وإداريا، كما طبقت الاختبارات التحصيلية على عينة بلغت 13898 طالبا وطالبة من طلبة الصفوف: السادس الابتدائي والثالث المتوسط والثالث الثانوي، وأخذت نتائج 1647 طالبا وطالبة ممن تقدموا للاختبار التحصيلي الذي عقده المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي، وتوسع فريق الدراسة بالعينة في مختلف الفئات رغبة في الحصول على نتائج أكثر تمثيلا للمجتمع، إذ كانت نسبة الزيادة على النحو التالي: 55.45% نسبة الزيادة في عينة الطلاب، و82.75% نسبة الزيادة في عينة المعلمين والمعلمات والمديرين والمشرفين ومحضري المختبر وأمناء مصادر التعليم، و100% نسبة زيادة في عينة المدارس.