انتقد رئيس اللجنة التجارية بغرفة المدينةالمنورة محمود رشوان تنامي ظاهرة ما وصفه بشراء المتسوقين (الزبائن)، والذي يلجأ إليه عدد من أصحاب المحال التجارية بالاتفاق مع سائقي الحافلات بأن يجلبوا لهم الزوار بمقابل مادي، معتبرا هذا التصرف من المخالفات الصريحة لأنظمة التجارة في المملكة. ورصدت "الوطن" قيام عدد من أصحاب الحافلات الذين يعملون في نقل المعتمرين والزوار من ساحة المسجد النبوي بالوقوف بحافلاتهم أمام أبواب المحال التجارية والتوجه لمسؤول المحال التجارية لاستلام مكافأتهم بحسب أعداد الزائرين الذين أحضروهم. وقال رشوان في حديثه إلى "الوطن" أمس: "إن شراء المتسوقين من العادات القديمة التي كانت تنتشر على الطرق السريعة إذ يقوم أصحاب محطات الوقود والمطاعم بمكافأة السائقين باتفاق يبرمونه بينهم بحسب الأعداد التي يحملونها في حافلتهم"، مؤكداً أن هذه التصرفات إذا وقعت خارج التنظيم الإداري للجهات المعنية من المخالفات التجارية التي تضر بالمستهلكين، والتي يجب الحد منها ومنعها غير أنها زحفت لداخل المدن وأصبحت تمارس في المحال التجارية، مشيراً إلى أن من حقوق المستهلكين الاستفادة من إيجابية تنافس التجار ومعرفة السوق وأسعار السلع، كما أن هذا يحرمهم من معرفة الأسعار الحقيقية، ولاسيما أن أكثر المتسوقين من الزوار الذين يجهلون الوضع التجاري للمدينة المنورة ويتحقق لهم معرفة جودة المعروض والأسعار من خلال زيارة أكثر من محل تجاري مطالبا التجارية بالتصدي لمثل هذه التصرفات التي أصبحت مكشوفة للجميع. وطالب رشوان بحماية الزوار معتبرا أن وجودهم ساهم في استقرار الأسعار وأنعش الحركة التجارية في المدينةالمنورة، ولاسيما أن هناك سلوكا شرائيا قديما لدى زوار طيبة وهو الرغبة في التسوق والشراء وذلك السلوك مرتبط بعادات وتقاليد درج عليها الزوار منذ القدم. وذكر رشوان أن من الحلول وجود عدد من المولات والأسواق الكبيرة في المنطقة المركزية القريبة من سكن الزوار تحوي كل ما يحتاجه زائرو المدينةالمنورة من مختلف طبقاتهم وشرائحهم، وتوجد بالمدينة جميع الماركات العالمية الموجودة في أفخم وأرقى دول العالم من الملابس والعطور والمقتنيات الثمينة كالساعات والمجوهرات وغيرها، وكذلك توجد جميع السلع التي تحتاجها الطبقة المتوسطة والمنخفضة للحد من تجاوز التجار. وبين رشوان أن هناك تصرفات إيجابية تقع من بعض أصحاب المحال التجارية وهو بعيد عن تصنيف شراء المتسوقين وهو ما وقف عليه بنفسه من قيام عدد من الأسواق والمحال التجارية بتوفير حافلات على حسابهم تنقل المتسوقين من محلاتهم التجارية للحرم النبوي وأخرى تقدم للمتسوقين خدمة إيصالهم لمنازلهم وهو من باب التنافس المحمود لجذب المتسوقين الذي لا يدخل ضمن المنع التجاري بل إنه من التصرفات التجارية التي أصبحت تنتشر في دول العالم المتقدم ويعد من التشجيع التجاري والسياحي الذي يجب أن تشجع التجارة انتشاره داخل المدينة.