يعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس جمهورية تركيا الرئيس رجب طيب إردوغان جلسة محادثات رسمية تتناول العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، إلى جانب تبادل وجهات النظر بشأن المواضيع الإقليمية والدولية الراهنة. وتأتي جلسة المحادثات خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي إلى المملكة والتي تستغرق ثلاثة أيام بعد أن وصل إلى جدة أول من أمس لأداء مناسك العمرة. وكان في استقباله بمطار الملك عبدالعزيز الدولي محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، فيما وصل إردوغان اليوم إلى المدينةالمنورة لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه والتشرف بالسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى صاحبيه، رضوان الله عليهما. وكان في استقباله بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان. ومن جانبه عد أستاذ العلوم السياسية بجامعة شنكايا التركية الدكتور ماهر نقيب أن زيارة الرئيس التركي إلى المملكة ستشكل نقلة نوعيه في عدد من ملفات المنطقة، منها كبح جماح تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق، وكذلك التنسيق بين تركيا والسعودية لمواجهة أخطار المنطقة التي نتجت من التوترات الداخلية التي تعيشها بعض الدول. وقال نقيب إن أهم الملفات التي سيتم نقاشها في القمة السعودية التركية ستتضمن: تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، خصوصا بعد انخفاض أسعار النفط، والعمل على محاربة الإرهاب، إضافة إلى نقاش الوضع المأساوي السوري الذي تسبب فيه رئيس النظام في دمشق، كذلك بحث ملفات التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين البلدين. وحول أهمية الزيارة في الداخل التركي قال نقيب إن "إردوغان يواجه بلا شك ضغوطات كبيرة من المعارضة التركية بسبب عدم وجود علاقات جيدة بين تركيا وعدد من الدول العربية، مشيرا إلى وجود خلاف في وجهات النظر في بعض قضايا المنطقة، من بينها الجماعات التي تتخذ من تركيا مقرا آمنا كجماعة الإخوان، لافتا إلى أن هذا الملف تحديدا سيشكل ضغطا على إردوغان وسيحرص على معالجته قبل الانتخابات المقبلة. على صعيد آخر، رحب الاتحاد الأوروبي بالدعوة التي أطلقها مسؤول حزب العمال الكردساتني في تركيا عبدالله أوجلان لأجل إقرار التخلي عن السلاح. وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي فدريكا موجيريني في بيان نشره مكتب خدمة العمل الخارجي في بروكسيل إن "الاتحاد الأوروبي يرحب بالدعوة التي وجهها أوجلان لقيادات المنظمة لأجل عقد مؤتمر طارئ في الربيع لإقرار مسألة التخلي عن السلاح".