في وقت أكد فيه مجلس التعاون الخليجي دعم دول المجلس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كرئيس شرعي للبلاد ورفض انقلاب الحوثيين على سلطات الدولة، شهدت اليمن أمس تطورات جديدة بقصف جماعة الحوثي المتمردة معسكر الصباحة التابع للقوات الخاصة بالجيش اليمني غرب العاصمة صنعاء، وقال جنود إن مسلحين حوثيين قصفوا المعسكر مساء أول من أمس بالسلاح الثقيل وقذائف الدبابات، مشيرين إلى أن الاشتباكات استمرت نحو ست ساعات، وقتل خلالها عشرة أشخاص على الأقل. فيما أكد رئيس هيئة الأركان العامة اليمني، اللواء الركن حسين ناجي خيران، أنه تم احتواء المواجهات العسكرية في معسكر القوات الخاصة في وقته، وأن الأوضاع تسير بصورة طبيعية واعتيادية في المعسكر. وقال في تصريح صحفي عقب زيارة مقر المعسكر "إن ما حصل لم يكن كما صورته بعض وسائل الإعلام التي تعاطت مع ما جرى من أحداث بشكل مبالغ فيه". وذكرت مصادر عسكرية أن الولاياتالمتحدة كانت تدرب جنود القوات الخاصة وتمدهم بالسلاح ليكونوا وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب خلال حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أطيح به عام 2011، أما في عهد هادي فكثفت المخابرات المركزية الأميركية هجماتها بطائرات بدون طيار لقتل من يشتبه في أنهم متشددون من تنظيم القاعدة. في غضون ذلك، دعت الهيئة اليمنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن جماعة الحوثي المتمردة إلى التوقف الفوري، وطالبت الهيئة في بيان لها أمس جماعة الحوثي بالوقف الفوري لهذه الاعتداءات كون المؤسسة العسكرية والأمنية هي ملك للوطن وتعمل بحيادية مع كل الأطراف السياسية. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أجرى مباحثات مع الرئيس هادي في عدن أمس، بحضور سفراء خليجيين، مؤكدا ترحيب دول المجلس بمغادرة هادي العاصمة صنعاء إلى عدن، وعدّ الزياني تلك الخطوة مهمة وتؤكد شرعيته، داعيا إلى دعم هادي في ممارسة صلاحياته بهدف وضع حد للوضع الخطير الذي نشأ من سيطرة الحوثيين على صنعاء. يذكر أن المبادرة الخليجية التي وقعتها جميع الأطراف السياسية في اليمن بعد الثورة الشبابية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح هي المرجعية القانونية والشرعية التي اتفق عليها الجميع لإخراج البلاد من أتون الصراع الدموي الذي دخلت فيه البلاد بعد انقلاب الحوثيين على الرئيس هادي، وأصبحت كل الاتفاقات التي وقعوها باطلة وملغية مع عودة المبادرة الخليجية إلى الطاولة، فيما أعلن هادي عقب وصوله إلى عدن عن عودة المبادرة الخليجية من جديد إلى الطاولة كمرجعية أساسية للحل السياسي في اليمن بعد أن أسقطها الحوثيون بقوة السلاح. من ناحية ثانية، طلب من زعماء قبليين المساعدة على الإفراج عن فرنسية ويمنية اختطفتا أول من أمس في صنعاء، لكن تبدو عمليات البحث عنهما معقدة في غياب السلطات الشرعية في العاصمة ورحيل الديبلوماسيين الغربيين. وفيما لم تعرف هوية خاطفي الفرنسية إيزابيل بريم "30 عاما" ومترجمتها اليمنية شيرين مكاوي، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاختطاف، قالت عائلة اليمنية أمس إنها طلبت تدخل زعماء قبليين ووزارة الداخلية للمساعدة على إطلاق سراح المختطفتين. وحمل ياسين مكاوي عم اليمنية المختطفة، الحوثيين مسؤولية الخطف، مشيرا إلى أن "الاختطاف جرى في وضح النهار في وسط صنعاء، والحوثيون مسؤولون عن الحفاظ على الأمن"، وقال "هم يسيطرون على وزارتي الدفاع والداخلية في آن واحد، ونعدهم مسؤولين" عن مصير المرأتين. من جانبه، كرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس دعوته إلى الرعايا الفرنسيين لمغادرة اليمن. وقال "إنه بلد بالغ الخطورة، مضيفا أنه تمت "تعبئة كل الأجهزة من أجل التوصل" إلى الإفراج عن إيزابيل بريم.