تعرض منزل السفير الإيراني في ليبيا حسين أكبري إلى هجوم بسيارة مفخخة أمس، من دون أن يسفر عن ضحايا بسبب خلو المنزل من وجود السفير الذي غادر إلى بلاده عقب تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا. وتبنى متشددون موالون لتنظيم داعش في ليبيا مسؤولية الهجوم. وقال شهود عيان من المنطقة إن مقر السفارة خلا من عناصر الأمن الدبلوماسي منذ أيام. وكانت السفارة الإيرانية في طرابلس قد أغلقت أبوابها بعد تصريحات رئيس دار الإفتاء في ليبيا الصادق الغرياني، التي أكد فيها تورط طهران في تشجيع الشباب الليبي على السفر إليها لتلقي التعليم المجاني للمذهب الشيعي متهما السفارة الإيرانية بالسعي لنشر التشيع في ليبيا. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الليبي محمد الدايري "طلبنا تزويد الجيش الليبي بالسلاح الملائم لمواجهة الإرهاب لحاجتنا الماسة، لكن من دون أي تدخل عسكري من الخارج". وأوضح الدايري في تصريحات صحفية، بأن بلاده ستتواصل مع الأشقاء العرب لإيجاد حلول لإنقاذ ليبيا في حال استمر التلكؤ الدولي. مضيفا أن هناك موقفا أوروبيا وأميركيا موحدا بعدم التدخل قبل توصل الليبيين إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن السلاح الذي نطلبه هو للجيش الليبي الذي يتألف من ضباط وجنود أكفاء وبالتالي لا تخوف من وقوع السلاح بأيدي جماعات متطرفة. وأشاد الدايري بسعي المقاتلين في مصراته بإرسال كتيبة لطرد تنظيم داعش الإرهابي من سرت، ولكن المشكلة أن هناك تركيزا دوليا على التنظيم في سورية والعراق والأزمة الأوكرانية، ونتمنى أن يكون التركيز أكبر على الملف الليبي. ولفت الدايري إلى أن ليبيا وجمهورية مصر العربية في خندق واحد لأن أمن مصر من أمن ليبيا والعكس الصحيح، موضحا أن ليبيا على اتصال مستمر مع مصر وهناك تنسيق معهم على صعيد القيادتين السياسية والعسكرية، ونود أن يكون هناك دعم أشمل لمواجهة الإرهاب في ليبيا، حيث إن تنظيمات إرهابية أخرى توجد في البلاد غير تنظيم داعش الإرهابي مثل القاعدة وبوكو حرام. في سياق متصل، جددت فرنسا دعوتها المجتمع الدولي إلى التدخل في ليبيا، وقال رئيس وزرائها الفرنسي مانويل فالس في تصريحات أمس، إن الجماعات الجهادية المتشددة في ليبيا تمثل خطرا على أوروبا وإن على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراء. وعبر فالس عن قلقه بشأن انتشار تنظيم الدولة "داعش" في ليبيا، حيث تتنافس حكومتان كل منهما تدعمها مجموعات مسلحة تتقاتل للسيطرة على الدولة المنتجة للنفط. وقال إن الفوضى وفرت ملاذا للمتشددين. وتابع "فيما يتعلق بالخطر في جنوب ليبيا فهذا ليس وضعا جديدا. نعلم اليوم أن هناك بعض الصلات بين بضع جماعات إرهابية وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في جنوب ليبيا. ولهذا يتعين على المجتمع الدولي - ليس فرنسا وحدها - التصرف".