افتتح المشرف العام على مركز التراث الوطني العمراني بعسير الدكتور مشاري النعيم أول من أمس فعاليات مشروع "عسير حلة العمران" الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بقرية العكاس في مدينة أبها، بحضور القنصل الألماني آنيت كلينت، والملحق الثقافي بالقنصلية الفرنسية الدكتور لويس بنيل، وعدد من الباحثين والأدباء والمثقفين والفنانين المهتمين بالتراث في العالم. وقدمت رئيسة قسم كلية العمارة في جامعة دار الحكمة الدكتورة آنا كلينجمان شرحا موجزا عن فكرة المشروع، مبينة أنها سعت إلى إيجاد حوار فعال يصب في كشف الستار عن تراث عسير والأخذ بما يحتويه ماضيها المهجور للسعي إلى بناء مستقبل هادف ذي معنى، من خلال دمج رزانة وحكمة الماضي مع الاتجاهات الفنية الحديثة والتكنولوجيا، لجعل القرية مثالا حيا يحتذى به ومكانا رائدا في الحفاظ على التراث للأجيال المقبلة. ودعت كلينجمان الجهات المعنية إلى توفير حوافز فعالة لأصحاب البيوت الأثرية في المنطقة من خلال الدعم والاهتمام بالتراث العمراني الأصيل الذي تتمتع به المنطقة في شتى قراها، وتحقيق وسائل مستدامة لإعادة استخدام البيوت القديمة والاستفادة منها في تحويلها إلى معارض تراثية وفنية تخاطب أحاسيس روادها من خلال اللون والصوت والصورة باستخدام التقنيات الحديثة، والجمع بين العمارة التقليدية والفن المعاصر. بينما أشار نائب قرية العكاس إبراهيم علي العكاسي إلى أن هذا الاختيار يأتي دليلا لمكانتها التاريخية والأثرية، واصفا إياها بأنها منبع لعدد من العلماء والقضاة والأدباء والمفكرين الذين عاشوا فيها قبل 300 عام تقريبا، وتلقوا تعليمهم عبر "المعلامة". ثم قدم البروفيسور الفرنسي الباحث في علم الشعوب تيري موجيه نبذة حول جولاته التاريخية في المملكة خلال الفترة 1979 - 1991، موثقا موروثها التراثي والحضاري فوتوجرافيا في ظروف وصفها بالصعبة، مبينا أنه وجد منطقة عسير آنذاك من أكثر مناطق المملكة تميزا وحضارة، ما جعله يوثق لها أكثر من 10 آلاف صورة فوتوجرافية ضمنها في أكثر من 20 كتابا له.