إن الأمر الأكثر إيلاما ووجعا في فعل ميليشيا "داعش" الأخير هو الغطاء الإسلامي له. لا أدري إن كان الخطاب الداعشي يستطيع أن يستمر أكثر، ما أدريه حقا أن خطر هذا "الخطاب/ الفكر" يكمن في مخاطبة عواطف فئة لم تنضج بعد لتزج بها في دهاليز الضلال لتدمير صورة دين نقي وخدمة توجهات غريبة ومشوهة. إن الخطر الفكري لتنظيم داعش يوازي خطره العسكري إن لم يتجاوزه، والسبب أن الخطر العسكري والاستراتيجي قد يكون واضحا وظاهرا مما يجعل من السهل القضاء عليه، بينما الأفكار المدسوسة ستظل تفرخ دواعش أخر في ظل انخفاض مستوى الوعي لدى الفئات المستهدفة مما يستوجب التحصين. من الضروري جدا أن نكون على الجبهتين في هذه الحرب، الجبهة الفكرية ستقطع الطريق، لذا وجب محاربة الفكرة بكشف تشوهها للعلن ومن ثم دحضها بأفكار علمية تنويرية. الفكر الداعشي يقتات على العقول في الظلام، وحده الضوء سيحرق هذه الفئة كما أحرقوا معاذ بالنار.