أطلق مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمنطقة جازان أمس فعاليات اللقاء الثالث من لقاءات الحوار الوطني العاشر، تحت عنون "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية"، بمشاركة أكثر من 70 مشاركا من العلماء والمثقفين والمثقفات والأدباء والإعلاميين ورجال الأعمال، ويأتي هذا اللقاء استكمالا للقاءات المرحلة الثانية التي أقرها المركز في وقت سابق، التي ستشمل خمسة مناطق بالمملكة. ناقش المتحاورون واقع التطرف والتشدد وأبرز مظاهره التي أدت إلى توفير مناخ حاضن له على المستويين الشرعي والفكري، والعوامل والأسباب المؤدية لظهوره وانتشاره، مع التركيز على الظروف المحلية والإقليمية التي تسهم في بروز ظاهرة التطرف والتشدد على المشهد المحلي والإقليمي والدولي. وخلال اللقاء تم مناقشة المخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد وأبرز آثاره وانعكاساته السلبية، وتجاوز الأفكار والتصرفات المنحرفة إلى إمكانية تحوليه إلى منهج وسلوك للفرد بحيث يصبح معول هدم للسلم الاجتماعي والوطنية، إلى جانب مناقشة سبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد من أفكار وتصورات وآليات لمواجهة التطرف والتشدد في المجتمع والرؤى والتصورات والمعالجات الفكرية. ومن جانبه أوضح عضو مجلس أمناء المركز قيس آل الشيخ مبارك، أن اللقاء يهدف إلى التعرف على رؤية المجتمع تجاه قضية مهمة وخطيرة وهي قضية التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية. مبينا إن اللقاء يأتي في إطار جهود المركز نحو الوقوف في وجه ظاهرة التطرف، وما تمثله من مخاطر على المجتمع، وتعزيز عرى وروابط الوحدة الوطنية، ونشر قيم وثقافة الحوار والتسامح والاعتدال وقبول الرأي الآخر. مشيراً إلى أن اللقاء تناول موضوع التطرف من جميع جوانبه، وناقشت جلسات الحوار موضوعه وآثاره على الوحدة الوطنية من خلال أربعة محاور، وهي: التطرف والتشدد واقعه ومظاهره، والعوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، والمخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد، وسبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد. من جهته أوضح عضو مجلس أمناء المركز المهندس نظمي عبد رب النبي النصر، أن جميع الأنشطة والفعاليات التي يقيمهما المركز تهدف إلى إيجاد المناخ الملائم لإنجاح الحوار واستمراريته في المجتمع. وأكد على الجهود التي يبذلها المركز لإشراك جميع مؤسسات المجتمع للقيام بدورها في نشر ثقافة الحوار وتقبّل رأي الآخر الذي بدوره سيحد من تنامي ظاهرة التطرف والتشدد بين جميع أطياف المجتمع. وبدورها أكدت رئيسة القسم النسائي بمركز الحوار الوطني آمال معلمي ل"الوطن" أمس، أنه على الرغم من موقع جازان الجغرافي بكونها ثغرا، ووجود تحديات كبيرة تحوم حول المنطقة، إلا أن وحدة أبنائها وترابطهم واعتزازهم بدينهم وجهودهم الوطنية جعلت جازان في مأمن من أفكار التطرف والإرهاب. وأضافت أن منطقة جازان تتميز بثراء وتنوع فكري واجتماعي وثقافي، هذا التنوع أعطى بعدا أكثر جمالا ورقيا للنظرة الفكرية لموضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية. من جانبها قالت الزميلة الإعلامية إنعام حمراني: فرصة الحوار الوطني اتاحت حرية التعبير وساهمت في فتح مجال للرأي العام والهادف ليس فقط على المستوى المحلي في المنطقة إنما تجاوزت ذللك للمجال العالمي والدليل على ذلك ما تم ذكره في محاور اللقاء التي شملت تحديث المفاهيم المعروفة والتفاهم وإبراز ما هو مهم و ضروري للمجتمع خاصة فئة الشباب. واضافت لابد أن يكون الناتج المطلوب له دور إيجابي وفعال على المجتمع المحلي مشيره إلى أن الهدف من الحوار هو المناصحة والحوار وليس المحاربة فقط .