معهد الإدارة وأنظمته البيروقراطية المهترئة، وعلاقته بوزارة الخدمة المبنية على خيوط واهية، حيث المسميات الوظيفية غير الدقيقة هي الوشيجة التي تنقض كل تخطيط، وتنزع فتيل الإبداعات والطاقات الكامنة عند منسوبي تلك المؤسسات الحكومية، وهنا ينقلنا هذا الخيط (المسمى الوظيفي) إلى إشكالية قد تكون أشد وطأًة، وأعظم إيلاماً لشريحة من الموظفين ألا وهي (الترقيات)، والمعتمدة بشكل رئيس على المسمى، ومدة الخدمة على هذا المسمى أو ذاك - وإن كان للخدمة والمؤهل نصيب الفأر!- حيث تقييم الموظف الصوري المعروف سلفاً في كثير من الإدارات(100% أو 99%)، وهنا تبرز لنا كيفية تقييم أداء الموظف، والمحفز الذي يدفعه للإنتاجية، والتطوير لكن هذا الطموح تخيم عليه خيبة الأمل، وتبعثره الألسنة الحداد للمرجفين من منسوبي تلك المؤسسة، والتي يؤيدها الواقع المر لكثير من جوانبه، فالترقيات تنال المتميز المجتهد، والمتردية والنطيحة، وربما التي أكل السبع منها على حد سواء، وفي هذا إجحاف بمن قدم عمله على أكمل الأحوال وإغداق وإسراف بغير وجه حق على من أخذ العمل على مذهب(مش حالك). لذا فلا بد من وضع استراتيجية حديثة مبنية على أسس، ودراسات مستفيضة تنصف وتدفع كل مهتم بالتطور إلى التغيير والتطوير، وتنفض عنها غبار الكسل.