تقف المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة في التحول التقني للاستفادة من إمكانات العصر الرقمي، ولم يقتصر السباق المحموم على امتلاك أفضل التقنيات لرفع الكفاءة التشغيلية، وتقديم أفضل الخدمات فحسب، بل بدأت الحكومات تعمل على إطلاق مبادرات مختلفة للاستفادة من التطبيقات على الأجهزة المتنقلة والهواتف الذكية. عمر بولس المدير التنفيذي لأكسنتشر في الشرق الأوسط، وهي شركة متخصصة في التحول الرقمي، يرى أن التحول نحو الحكومات الذكية خيار حتمي، وأن ذلك يتطلب استراتيجية واضحة وآراء أخرى في هذا الحوار. تتطلع دول المنطقة إلى تحقيق أكبر استفادة ممكنة من التقنيات الحديثة، فكيف تساعدون على تحقيق ذلك؟ مبدأ المدينة الذكية يضم عددا من المفاهيم، إلا أن أهم عنصر لتحقيقها هو الاستراتيجية الواضحة المبنية على أسس اقتصادية تقوم على تعريف جميع الأطراف المشاركة بأدوارهم، ومن دون ذلك سيؤدي ذلك إلى التحول إلى منطقة تكنولوجية لا أكثر. وتعمل أكسنتشر مع المؤسسات والحكومات لتطوير استراتيجيتها التقنية، ومساعدتها على تطبيقها معتمدة على الابتكار والتكامل بين أنظمتها المختلفة، وعلى سبيل المثال عملت أكسنتشر مع مدينة لندن للتحول إلى مدينة ذكية، من خلال إطلاق مشروع تقني يؤكد التزام المدينة تجاه مواطنيها وزوارها. الهدف الأساس من المدينة الذكية التسهيل على المتعاملين، كيف يمكن تحقيق هذا الهدف؟ يأتي ذلك من خلال تقديم الخدمات بطرق مريحة، ولا يخفى على أحد بأن للتكنولوجيا دورا أساسا في ذلك، لكنها ستكون عاجزة إذا ما اعتمدنا عليها لوحدها، فيجب وضعها في سياقها الصحيح، كما يجب أن يتم توفير التدريب والخبرة اللازمة للكفاءات العاملة في هذا المجال، وتضافر الجهود كافة من أجل تحقيق ذلك. هل حكومات المنطقة سبقت القطاع الخاص في هذا المجال؟ الحكومات في المنطقة تقود عملية التحول الرقمي، كما أن بعض المؤسسات في كلا القطاعين حققت إنجازات متقدمة في هذا الجانب، وباتت مبادرات المدن الذكية أولوية بالنسبة للحكومات. فالمنطقة عاشت لحظات مميزة في هذه الفترة، ومن الرائع أن نلعب دورا رئيسا في عمليات التحول التي تشهدها الحكومات، وقطاعات الأعمال، والمجتمعات ككل. هل يثقل الاستثمار التكنولوجي موازنات القطاع الخاص؟ ننصح عملاءنا بعدم شراء تقنيات لمجرد امتلاكها، فعملية التحول الرقمية يجب أن تبنى ضمن مخططات عملية، إضافة إلى الدعم من استشاريين متخصصين في هذا المجال، لجني أكبر فائدة ممكنة من خلال هذا الاستثمار. أغلبية الشركات تحاول الاستفادة من أحدث التقنيات المتوافرة، خذ على سبيل المثال الحوسبة السحابية مثلا، هي في الواقع وبشكل مبسط عملية نقل البيانات والبرامج التي تتعامل مع البيانات من داخل المؤسسة واستضافتها في مواقع أخرى لتقليص الكلفة، وضمان عملها بفعالية عالية. ما هي فرص النجاح المتوقعة لدول المنطقة في التحول التقني؟ فرص النجاح المتوقعة عالية جداً، فدول الخليج أكثر من مؤهلة للاستفادة من التحول الرقمي، فقد استثمرت حكومات المنطقة مبالغ طائلة في تطوير وتأهيل البنية التحتية التقنية، مما سهل استخدام أحدث الأجهزة التقنية عبر الإنترنت والهواتف الذكية. كما تتميز التركيبة السكانية لمنطقة الخليج العربي بقاعدة شابة ومهارات تقنية عالية لا تتوافق مع مثيلاتها العالمية فحسب، بل تتفوق عليها في كثير من الأحيان.