في وقت ذكر فيه شهود عيان أن مسلحين من جماعة الحوثي المتمردة، أطلقوا النار في الهواء أمس، لتفريق تظاهرة مناهضة أمام جامعة صنعاء غداة مسيرة احتجاجية كبيرة ضد وجودهم في العاصمة، أعلنت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) صباح أمس أن اجتماع البرلمان اليمني الذي كان مقررا أمس بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي أرجئ من جديد. وقالت الوكالة إن "هيئة رئاسة مجلس النواب أقرت تأجيل الجلسة الطارئة للمجلس إلى "موعد آخر سيتم تحديده لاحقا ليتسنى إبلاغ كافة أعضاء المجلس بالحضور". وكان أعلن عن عقد هذا الاجتماع يوم الجمعة الماضي أولا، وذلك بعد ساعات على استقالة هادي من منصبه. وذكر محيطون بالرئيس أن البرلمان رفض هذه الاستقالة، فيما لا يوجد في اليمن منذ الخميس الماضي رئيس ولا حكومة بعد استقالة رئيسي الجمهورية والحكومة تحت ضغط عناصر الحوثيين الذين استولوا على القصر الرئاسي ويحاصرون كثيرا من المباني الحكومية. وقالت مصادر إن مسلحي الحوثي حاولوا أمس اقتحام منزل وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، وشددوا حصارهم على منزل وزير الشؤون القانونية. على صعيد متصل، وفي ظل تصاعد التظاهرات الرافضة لجود الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، قالت محافظات في مختلف أنحاء اليمن إنها لن تقبل أي أوامر عسكرية من صنعاء بعد أن حاصرت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بيت الرئيس هادي وقصره الأسبوع الماضي. وقال مراقبون أن هناك مخاوف من احتمالات تفكك اليمن وتحوله إلى صومال آخر حيث يوجد فيه فرع نشط من تنظيم القاعدة، فيما دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عن استراتيجية إدارته لمكافحة الإرهاب التي تستخدم الطائرات بدون طيار في توجيه ضربات لأهداف القاعدة باليمن، وقال إن البديل سيكون نشر قوات أميركية وهو أمر وصفه بأنه غير ممكن. من جانبها، دعت بريطانيا الأطراف اليمنية إلى تسوية خلافاتها عبر الحوار السلمي، ووقف أعمال العنف والترهيب. وأكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في بيان صحفي نُشر أمس بصنعاء، ضرورة أن يكون كل اليمنيين أطرافاً في عملية انتقال سياسية مشروعة وشفافة وتكون ضمن جدول زمني واضح، مشددا على أهمية أن تكون العملية قائمة على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة الوطنية وبقية مهمات عملية الانتقال، وفق مبادرة مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك إقرار دستور لليمن وإجراء استفتاء وانتخابات.