أعلن خلال حفل اللقاء السنوي السادس لمؤسسي مركز سلمان لأبحاث الإعاقة عن برنامج سلمان بن عبدالعزيز لصعوبات التعلم. وخلال رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحفل، جرى الإعلان عن جائزته لأبحاث الإعاقة. وذلك في شراكة تعاونية مع وزارة التربية والتعليم، وجامعة لاندمارك (فيرمونت، الولاياتالمتحدة الأميركية)، ومركز تقويم وتعليم الطفل في الكويت، ومجموعة من الخبراء الدوليين من جامعة هارفارد بأميركا، وجامعة كانتربري في نيوزيلندا، وخبراء محليين من جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فيصل، وجامعة الملك سعود. ويمثل برنامج صعوبات التعلم جزءا لا يتجزأ من عملية إنجاز هذه المبادرة السامية، عن طريق خدمة هذه الصعوبة المخفية التي تؤثر سلبا على من يعاني منها. مكونات البرنامج 1- تطوير أدوات الكشف والتشخيص: أدوات التشخيص الفعالة هي أساس التشخيص الناجح، ولكن حالياً هناك اعتماد كبير على أدوات التشخيص المعربة التي صممتها المجتمعات الغربية وفقا لبحوثها ولغاتها وبيئاتها، فإنه لا يوجد أي اختبارات تشخيصية عربية تطابق احتياجات ولغة الطلبة الناطقين باللغة العربية كلغة أم، وتكمن الخطورة في أن نتائج استخدام هذه الأدوات ليست دقيقة وقد لا تكون صحيحة. فهي لا تأخذ بالحسبان لغة الطفل العربي وثقافته مما يجعل المقياس المستخدم في عملية التشخيص غير مناسب كعامل تنبؤ لمعرفة قدرة الطفل العربي على القراءة والكتابة والحساب، إذ لابد من تطوير اختبارات وأدوات تشخيص تكون مبنية على أسس بحثية دقيقة ونظريات حديثة، إضافة إلى كونها ممثلة لعينة الطلب في المملكة. وهذا الجزء من البرنامج يركز على إعداد مجموعة من المقاييس التي تقيم المهارات اللغوية وتتناسب مع ثقافة ولغة مجتمع المملكة العربية السعودية، كما يمكن بسهولة تقنينها على بلدان ومجتمعات عربية مشابهة. وستكون هذه الأدوات مبنية على أفضل الممارسات العالمية من حيث المفاهيم النظرية والنتائج البحثية السليمة، علاوة على ذلك فإن هذا الجزء من البرنامج يركز أيضاً على تطوير اختبارات الإنجاز التي ستكون في القراءة والكتابة والرياضيات، بالإضافة إلى قياس الذكاء والإدراك. (2) تطوير استراتيجيات ومواد تدريسية مناسبة: الطلاب ذوو صعوبات التعلم يحتاجون أساليب تعليمية تختلف عن تلك المستخدمة مع الطلاب الذين لا يعانون من صعوبات التعلم، ويركز هذا الجزء من المشروع على تطوير استراتيجيات ومواد تعليمية، وسلوكية، وإدراكية فعالة تعالج أوجه القصور المختلفة التي تم الكشف عنها من خلال أدوات التشخيص. (3) تطوير المناهج واستخدام التكنولوجيا المساندة: استخدام التكنولوجيا والإنترنت ووسائل الإعلام الإلكترونية من الأساليب التعليمية الحديثة، وقد تم الاستعانة بهذه الأساليب لتسهيل المناهج على كل الطلبة، حيث إن مفهوم تطويع المناهج لتتناسب مع قدرات كل طالب، مستمد من أحد مبادئ الهندسة المعمارية "مبدأ سهولة الوصول الشامل"، الذي تم تعديله تربوياً ليصبح "التصميم الشامل للتعليم"، وبحسب هذا المفهوم فإن الطالب الذي يعاني من صعوبات تعلم في القراءة سيتم تزويده بقارئ شاشة، أما الطلبة الذين يعانون من صعوبة في تنظيم أفكارهم سيتم إرشادهم إلى كيفية استخدام برمجيات معينة تقوم بتحويل طريقة تفكيرهم المشوشة وغير المتصلة إلى عمليات تفكير منظمة ومرتبطة. تدريب المعلمين إن من الأفكار العصرية في مجال تعليم الأفراد ذوي صعوبات التعلم هي فكرة تزويد معلمي التعليم العام بالأدوات والمواد والاستراتيجية اللازمة لتمكينهم من التعرف وتشخيص والتعامل مع الأفراد ذوي صعوبات التعلم، وبالتالي فإن هذا الجزء من المشروع يشمل تزويد عدد من المعلمين الذين يتم اختيارهم مسبقا بورش عمل مركز لتجهيزهم بالمعلومات والأدوات والاستراتيجيات التي تمدهم بالقدرة على اكتشاف والتعامل مع الطلبة الذين يعانون من صعوبات تعلم في فصولهم المدرسية. صعوبات التعلم في المملكة استناداً إلى إحصاءات وزارة التربية والتعليم السعودية لعام 2010م، فإن عدد الطلبة في المدارس السعودية يفوق (5) ملايين طالب وطالبة. وبناء على الدراسات العالمية التي تقدر نسبة انتشار صعوبات التعلم في أي مجتمع ب5% - 10%، فإنه يمكن تقدير عدد الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم ما بين ربع مليون إلى نصف مليون طالب في مدارس المملكة، ولكن الإحصاءات المتوفرة تدل على أن عددا قليل جداً من هؤلاء الطلبة تم التعرف عليهم وتقديم الخدمة لهم في مدارسهم. وعلى الرغم من وجود ما يزيد عن 28.000 مدرسة في المملكة، فإن أقل من 5% من المدارس تقدم البرامج والخدمات لطلبة صعوبات التعلم بوجود 1.600 معلم مختص فقط، علماً بأن الاحتياج الفعلي لخدمة جميع الطلبة ذوي صعوبات التعلم يقدر ب20 ألف معلم.