أجمع المتحدثون في ندوة تطوير الموارد المائية في المملكة العربية السعودية التي أقيمت أمس ضمن الفعاليات الثقافية لسوق عكاظ، على أن المملكة من أفقر دول العالم مائياً، وقال الدكتور محمد البيروتي في ورقته إن المملكة ستواجه عجزاً في الموارد المائية بمعدل 2.25 مليون (طن) يومياً إذا استمر استهلاك الفرد اليومي بنحو 275 لترا، فلذلك لا بد من الترشيد ليصل معدل استهلاك الفرد على أعلى تقدير إلى 200 لتر يوميا. وأضاف أن استهلاك المياه للفرد الواحد في منطقة الخليج العربي ضعف معدل الاستهلاك العالمي، رغم شح موارد المياه في منطقة الخليج العربي حيث يعد مخزون المياه العذبة في الشرق الأوسط 1 % من المخزون العالمي. وتابع قائلاً: من متطلبات الأمن المائي في المملكة تحقيق مبدأ الإدارة المتكاملة، وتعديل التشريعات الخاصة بالتعرفة، والحد من الاستهلاك الجائر للمياه، وتخفيض تسرب المياه الذي يعد كبيراً بسبب تقادم شبكة أنابيب المياه، واستخدام طرق الري الحديثة، واستخدام ما يعرف بالمياه الرمادية المعالجة، وترشيد العامة من خلال الإعلام ومناهج التعليم ومراكز البحث العلمي لتوطين التقنيات المختلفة وخفض كلفة الإنتاج. أما ورقة المهندس مرزوق العصيمي فاستعرضت المراحل التي تمر بها تحلية المياه المالحة مشيرة إلى بعض ألأفكار القديمة التي طرحت للتغلب على شح مصادر المياه في المملكة وهي جلب المياه من شط العرب في العراق أو عن طريق جلب جبل جليدي من القطب الجنوبي، إلى أن استقر الأفكار على الخيار الاستراتيجي للمملكة وهو تحلية المياه وهو يعد أكثر أماناً للبلد. وبين العصيمي أن هناك تحسنا كبيرا خلال السنوات الأخيرة في مجال تحلية المياه فالمملكة تنتج نحو 18 % من المياه المحلاة على مستوى العالم، مشيراً إلى انخفاض أسعار كلفة إنتاج المتر المكعب الواحد من 12 ريالا في الثمانينات إلى ستة ريال تقريباً حالياً. وطالب برفع كلفة إيصال الماء للمستهلك للترشيد عاداً ذلك ضرورياً لاستدامة الماء. وأوضخ الدكتور إسماعيل أنديجاني في ورقته عن خصائص الماء التي جعلت من الماء أغلى مفقود وأرخص موجود، وتحدث أيضا عن العوامل الرئيسة التي تستهلك الماء في المنازل وأن العامل السلوكي للإنسان هو الأهم في السيطرة على الاستهلاك. وشهدت الندوة عدداً من المداخلات تساءل فيها الدكتور ناصر الحارثي عن دور الجهات المختصة للحفاظ على المياه الجوفية خصوصاً في الطائف، وقال الدكتور خليل عليان إن خصخصة الإدارة واستخدام الطاقة النووية بدلا من النفط في إنتاج المياه المحلاة سيقللان كثيراً كلفة إنتاجها، كما تساءل الدكتور عبد الله الطلحي عن دور المراكز البحثية والجامعات في صياغة الأمن المائي.